سيدي السعيد يمضي إلى المؤتمر دون صراعات يجمع عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين اليوم بالعاصمة جميع أمناء الفدراليات والأمناء الولائيين التابعين للنقابة في اجتماع يعد آخر مرحلة في إطار التحضير للمؤتمر الثاني عشرة للاتحاد المقرر في الرابع، الخامس والسادس جانفي الداخل بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة. وحسب عضو الأمانة الوطنية للاتحاد حسين معيزة فإن لقاء اليوم الذي سيجمع أمناء الفدراليات ال 29 المنضوية تحت لواء المركزية النقابية و 48 أمينا ولائيا سيكون لقاء "تنسيقيا" بالدرجة الأولى بين القيادة الوطنية وهؤلاء المسؤولين على مستوى الهياكل، وأضاف في تصريح "للنصر" أمس أن كل شيء قيل في المؤتمرات الجهوية التي عقدت بداية من الرابع ديسمبر الجاري في الجهات الأربع للقطر الوطني. واعتبر المتحدث أن لقاء اليوم هو آخر مرحلة في إطار التحضير للمؤتمر ال 12 للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وقال أن هذا الأخير سيعقد وبشكل رسمي أيام 4، 5 و 6 جانفي الداخل بفندق الأوراسي بالعاصمة، وكانت آخر ندوة جهوية ضمت ولايات الوسط قد عقدت أول أمس بدار الشعب مقر الاتحاد تحت إشراف عبد المجيد سيدي السعيد. وقد زكّت كل الندوات الجهوية وبالإجماع عبد المجيد سيدي السعيد أمينا عاما جديدا لعهدة رابعة، وهو المرشح الوحيد لمنصب الأمانة العامة لحد الآن، ولا يوجد منافس له في الأفق، وحسب مصادر مطلعة من داخل بيت المركزية النقابية فإن سيدي السعيد قد رتب كل الأمور المتعلقة بالمؤتمر المقبل التي تسمح له بالمرور مباشرة نحو عهدة جديدة على رأس اكبر نقابة في البلاد. ويرى متابعون لشؤون المركزية النقابية أن التحضير للمؤتمر القادم مر هذه المرة في هدوء تام ولم تصاحبه الصراعات والفوضى التي عادة ما ميزت مثل هذه المواعيد التنظيمية الكبرى للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وكان ذلك حتى من الناحية الإعلامية، وقد تمكن عبد المجيد سيدي السعيد من تمرير فترة التحضير للمؤتمر بسلام عدا بعض الأصوات المعارضة التي ظهرت في بداية الأمر ثم اختفت.وبالنسبة لاختيار المندوبين فإن هذه العملية مرت هي الأخرى بسلام على القيادة الحالية للمركزية النقابية وعلى رأسها سيدي السعيد، ولم تشهد الولايات الصراعات التي كانت تشتعل في مثل هذه المناسبات خاصة ما حدث سنة 2008 عند التحضير للمؤتمر الحادي عشرة الذي كاد يعصف بسيدي السعيد كلية بفعل الأصوات التي تعالت في ذلك الوقت مطالبة برحيله، ويبدو أن هذا الأخير حفظ الدرس جيدا ولم يترك الأمور تفلت من يده هذه المرة، وتقول مصادر عليمة أن أعضاء اللجنة التنفيذية الوطنية يكونون قد عينوا مسبقا من طرف الأمين العام، و يكون هذا الأخير قد ضمن ولاءهم له حتى لا يتكرر سيناريو سنة 2008 عندما وجد سيدي السعيد نفسه وحيدا ولا كتلة وراءه داخل اللجنة التنفيذية الوطنية التي فازت بالأغلبية فيها في ذلك الوقت قائمة غريمه صالح جنوحات. وربما يكون ذلك هو السبب الرئيس الذي جعل سيدي السعيد يرفض دعوة اللجنة التنفيذية الوطنية التي تعتبر أعلى هيئة قيادية بين مؤتمرين لعقد ولو اجتماع واحد لها طيلة ست سنوات، وهو ما يتنافى مع قوانين ونصوص النقابة التي تنص على عقد دورتين عاديتين للجنة في السنة الواحدة. ولحد الآن اظهر عبد المجيد سيدي السعيد طيلة عملية التحضير للمؤتمر وخلال الندوات الجهوية الأربع خطابا متوازنا متمسكا بالحوار كأفضل وسيلة لتحقيق كل ما تصبو إليه الطبقة الشغيلة، وقال انه بفضل الحوار حقق العمال في السنوات الأخيرة العديد من المكاسب ،على رأسها إلغاء المادة 87 مكرر من طرف رئيس الجمهورية والتي ستدخل حيز التطبيق في جانفي المقبل تزامنا والمؤتمر ال 12، و كذا المحافظة على أكثر من 500 ألف منصب شغل، و حل الكثير من المعضلات المتعلقة بالعمال.