من المنتظر أن تعرف مدينة قسنطينة تغييرا ملموسا في جغرافيتها مع بداية استغلال المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية الجاري تحضيره على مستوى المصالح المعنية باختلاف اختصاصاتها و صلاحياتها. المخطط الجديد يهدف إلى توسيع المدينة شرقا نحو المقطع القريب من الطريق السيار شرق غرب العابر لغابة المريج و المحاذي لحي بن شيكو و جبل الوحش ببلدية قسنطينة. تعليمة للوزير الأول قبل أشهر طلبت من المسؤولين المحليين تركيز مشاريع التنمية على محور الطريق السيار الذي لا تبرز من خلاله المجهودات التنموية المحلية بسبب مروره عبر مناطق ريفية و رعوية توحي بأن الجزائر لا تزال في السبعينات من القرن الماضي حسب مسؤول على صلة بالموضوع. بلدية قسنطينة التي تم استهلاك أغلب احتياطاتها العقارية تريد مخططا توجيهيا جديدا للتهيئة العمرانية يسمح برسم صورتها المستقبلية على مدى السنوات العشر القادمة حيث تم استهلاك المخطط الحالي بنسبة شبه كلية و هو الذي تم وضعه نهاية عقد التسعينات. الجديد في المخطط حسب مسؤول ببلدية قسنطينة أنه يسير بتوسعة المدينة نحو الشرق لاستغلال الأراضي الشاسعة التابعة لأملاك الدولة في الشريط الممتد من أعالي سيساوي على حدود بلدية الخروب جنوبا حتى الباردة بجبل الوحش شمالا، و تتميز تلك الأراضي التي تبلغ مساحتها الإجمالية 260 هكتارا بكونها صخرية و شبه جبلية ملائمة للبناء و التعمير و قريبة من محور الطريق السيار شرق غرب. كما سيتم في المخطط الجديد ضم أراضي فلاحية من غرب المدينة بمنطقة النعجة الصغيرة قرب الشطر الثالث لحي بوالصوف السكني لتدخل ضمن المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية مما يسمح بتسوية وضعيات عشرات البنايات التي تم تشييدها بالمنطقة دون عقود ملكية و بطريقة فوضوية. المصدر قدر المساحة التي ستدخل مخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية بتلك المنطقة بأربعين هكتارا و قال أن بقية الجهات لا تتوفر على احتياطات عقارية مهما كانت طبيعة ملكيتها يمكنها أن تسمح بتوسيع نطاق مدينة قسنطينة شمالا أو جنوبا حيث تم بلوغ الحدود القصوى للتماس مع بلديات مجاورة بالجهتين حامة بوزيان و الخروب على التوالي. المصدر كشف أن المخطط التوجيهي الجديد للتهيئة العمرانية لمدينة قسنطينة رغم المساحة المعتبرة التي يمنحها للمدينة لا يمثل شيئا مع النمو السريع للمدينة و حاجتها للهياكل و المرافق و مختلف متطلبات مخطط التعمير. و أشار مصدرنا أن 1500 هكتار تمثل الاحتياطات العقارية للمدينة الجديدة علي منجلي قبل ثماني سنوات كانت تمثل مساحات لا تنتهي من العقارات العمرانية، فقد تم استهلاك كل تلك المساحة الشاسعة الآن و تواجه المدينةالجديدة حاليا شحا في العقار و ربما تحتاج قريبا إلى مخطط توجيهي جديد للتهيئة العمرانية. وفق معدل استهلاك المدينةالجديدة علي منجلي لعقاراتها المقدر ب 187.5 هكتار سنويا فسوف تأكل المباني مساحة 300 هكتار الجديدة شرق قسنطينة و غربها في أقل من عام و نصف.