" الأدباء الجزائريون سردوا مدنا منبوذة و جعلوا من باريس مرجعا لهم “ انطلقت عشية أمس الأول فعاليات الملتقى الدولي الثالث عشر للرواية عبد الحميد بن هدوقة ، بالمركب الثقافي عائشة حداد بعاصمة البيبان ولاية برج بوعريريج ، و عرف الملتقى في يومه الأول حضور وجوه أدبية معروفة ، على غرار الحبيب سايح و الجيلالي خلاص و الكاتب مرزاق بقطاش ، و الناقد السوري صلاح صالح . سجل الملتقى الدولي للرواية حضور الناقد السوري صلاح صالح، الذي حاضر بالمناسبة حول سرد المدينةالجزائرية في الرواية، و ركز على تواضع المظهر المعماري للجزائر انطلاقا من دلالات سرد مظاهر المدن للكتاب الجزائريين في الرواية، التي ألحقت بها صفات العهر و القمامة و الأحمرة في معظم الروايات التي استدل بها، مشيرا إلى وجود مفارقة بين ما يلمسه من ترحيب لهذه المدينة و الدلالات المسوقة عنها في الرواية الجزائرية ، و خلص في الأخير إلى أن الأدباء سردوا مدنا منبوذة مع ممارستهم للحنين إلى باريس و جعلها مرجعا ، كما تساءل عن مدينة يرتسم فيها الحنين لزمن الولي الصالح ، في إشارة إلى تاريخ الرواية من جهة و تاريخ الجزائر التي ورثت مدنا عن المستعمر شبيهة بالقرى ، كما تطرق إلى توزع الرواية على اللغتين العربية و الفرنسية و توزع همومها على شساعة الجزائر باختلاف السوية الفنية للكتاب . و ارتكزت معظم المداخلات حول المحاضرة في الشق المتعلق بالعلاقة الانفصالية بين السارد و المدينة ، أين أشار الكاتب السعيد بوطاجين إلى أن اغلب ما كتب فيه علاقات صداميه يعيش من خلالها الكاتب غربة تقوده إلى التناقض مع المحيط لظألة صفة المدينة، أما الكاتب مرزاق بقطاش فقد ذهب في مداخلته إلى عدم وجود عينات من الكتاب الجزائريين يمثلون المدينة ، بل معظم ما سرد عن المكان في الرواية الجزائرية لامس المدينة ، على اعتبار أنهم كتبوا عن مدن هم غرباء عنها . هذا و تتواصل فعاليات الملتقى على مدار ثلاثة أيام ، للتباحث في مجموعة من المحاور حول الإنتاج الأدبي و الرواية الجزائرية ، كما خصص محور للتعريف بالرواية الفلسطينية و نقدها ، و سيكرم في اليوم الأخير للملتقى الكاتب الجزائري مولود عاشور الذي يعد من بين الأدباء المعبرين باللغة الفرنسية ، وتمتاز كتابته بنزعة واقعية يعالج فيها مواضيع مقتبسة من الواقع الحي ، حيث أصدر عديد المؤلفات نذكر منها "ما وراء الأفق " و " ريح الشمال " و " أيام القلق " .