التماس عقوبات تصل إلى الإعدام للمتهمين في قضية استهداف موكب الرئيس بباتنة التمست أمس النيابة العامة لمحكمة الجنايات بمجلس قضاء باتنة عقوبات تتراوح بين خمس سنوات سجنا نافذا والإعدام في حق المتهمين ال 12 الموقوفين في قضية التفجير الانتحاري الذي استهدف موكب رئيس الجمهورية خلال زيارته مدينة باتنة في 06 سبتمبر 2007، والذي خلف حينها 25 قتيلا و172 جريحا. حيث التمس النائب العام عقوبة الإعدام في حق "ز- و" وهو إرهابي تائب ويعتبر المتهم الرئيسي في القضية والمتابع بجناية تسيير تنظيم إرهابي والانخراط في جماعة إرهابية فضلا عن تهمة القتل ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، وهو الذي تكفل-كما جاء في حيثيات المحاكمة- بنقل الانتحاري الذي نفذ العملية إلى وسط مدينة باتنة، كما التمست النيابة عقوبة 20 سنة سجنا نافذا للمتهم "ع-ه" الذي لجأ إليه "ز- و" بعد عملية التفجير واتفقا على الالتحاق مجددا بالجماعات الإرهابية قبل أن تقبض عليهما قوات الأمن، كما التمس في حق القاصر "خ-ع" الحجر القانوني وإسقاط حقوقه المدنية لخمس سنوات، فيما التمس للمتهمين السبعة المتبقين المتابعين بجنحة عدم الإبلاغ، السجن النافذ لخمس سنوات لكل واحد منهم . جلسة المحاكمة بدأت على الساعة التاسعة صباحا بمحكمة جنايات باتنة وسط إجراءات أمنية مشددة وتواصلت إلى ساعات متأخرة من ليلة أمس، وقد أظهرت حيثيات محاكمة 12 متهما موقوفا من بين أكثر من 63 متهما آخر ما زال غالبيتهم في حالة فرار، أن الجماعة الإرهابية التي نفذت العملية والتي تنتمي إلى ما يسمى "كتيبة الموت" تحت قيادة الأمير "ع-م" المكنى بأبي رواحة، قد استغلت قاصرا في 16 من عمره للتمويه على العملية، وذلك بهدف نقل الانتحاري هواري بلزرق المكنى بأبي مقداد الوهراني من خارج المدينة إلى داخلها ثم مساعدته للوصول إلى مكان مرور الموكب الرئاسي دون أن يجلب انتباه قوات الأمن.وبخصوص المتهم الرئيسي في القضية "ز- و" المكنى بأبي خالد وهو إرهابي تائب استفاد من تدابير المصالحة الوطنية سنة 2006، قبل أن يعاود الاتصال بالإرهابيين من "كتيبة الموت" التي خطّطت ونفذت الهجوم، فقد كشفت التحريات الأمنية أنه تكفّل بنقل الانتحاري هواري بلزرق على متن سيارة أخيه وساعده في الوصول إلى وسط المدينة، كما أنه استغل قاصرا يبلغ 16 سنة من العمر وهو"خ-ع" في هذه العملية قصد التمويه على الانتحاري وجمع المعلومات المتعلقة بتحركات مصالح الأمن وأماكن تمركزها وسط المدينة، حيث أخبر "ز- و" ابن أخيه القاصر "خ-ع" بأنه سيصطحبه ليرى شقيقه الإرهابي الذي لا يعرف حتى شكله لأنه التحق بالعمل الإرهابي سنة 1994 عندما كان عمر "ز- و" 4 سنوات فقط، وبالفعل رافقه إلى غاية الغابة المحاذية لطريق الوزن الثقيل أين التقيا بالانتحاري الذي كان يظنه أخاه، وهو الذي أخبره بأن إخوته الثلاثة يوجدون في الجبل وأنهم يتدربون ويوجدون في صحة جيدة قبل أن ينتقل ثلاثتهم على متن سيارة شقيق"ز- و" إلى منزل هذا الأخير أين أرجع سيارة شقيقه واستقل ثلاثتهم سيارة "فرود" نقلتهم إلى وسط مدينة باتنة. المتهم الرئيسي في القضية "ز- و" وبعد أن اعترف أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق بأنه تكفل بنقل الانتحاري إلى وسط المدينة، رجع وأنكر أمس أمام قاضي المحكمة ما نسب إليه، وتمسك بأن من قام بتلك المهمة هو أمير "كتيبة الموت" المدعو "م-ع" المكنى أبو رواحة، وبعد أن اتهمه القاضي بالتدبير للعملية منذ توبته سنة 2006 ثم عودته للعمل الإرهابي بعدها وأن توبته لم تكن صادقة، أكد "ز- و" أن سبب معاودته الاتصال بالجماعات الإرهابية هو خوفه من بطشها به، حيث كان يقوم بتزويدهم بالشرائح الهاتفية خوفا من الانتقام منه خاصة بعد أن تمكنوا-كما قال-من التوصل إليه، غير أن شهادة القاصر "خ-ع" الذي تعرف على صورة هواري بلزرق أثبتت التهمة التي وجهت إلى "ز- و" وهي نقل الانتحاري إلى داخل مدينة باتنة لينفذ هجومه ضد موكب الرئيس، كما أكد "خ-ع" بأنه لم يكن يعلم في البداية بأن "ز- و" يخطط لعمل إرهابي وأنه رافقه ليرى شقيقه الأكبر.من جهته، صاحب سيارة "الفرود" الذي نقل الانتحاري إلى وسط المدينة "د-م-أ" والذي يواجه تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية، أنكر علمه بأنه كان ينقل على متن سيارته إرهابيا بصدد تفجير نفسه، فيما وجّهت لوالد المتهم القاصر"خ-ع" تهمة عدم التبليغ، والذي أنكر علمه بأن ابنه كان رفقة "ز- و" وراء عملية التفجير .