كفيف يستنجد بالسلطات المحلية لإنقاذ عائلته من حياة التشرد حضر إلى مقر جريدة النصر للمرة الثانية رفقة زوجته التي تسنده في جميع تنقلاته من أجل إيصال صوت مواطن كفيف يعاني حياة التشرد مع عائلته الصغيرة منذ شهر رمضان الماضي المواطن بلعيد جمال سبق وأن نشرنا نداء استغاثته إلى السلطات المحلية من أجل إنقاذه من المصير البائس الذي وجد نفسه يتجرع مرارته ، وذلك قبل طرده من القبو الذي كان يحتمي به بصفة مؤجر على مستوى بلدية الخروب .وبالنظر إلى إعاقته وظروفه الإجتماعية القاهرة ، حيث يعيش على فتات منحة الإعاقة التي لاتتجاوز 3000 دينار شهريا ، يجد صعوبة كبيرة في توفير لقمة العيش بها ، فما بالك بكراء بيت يتطلب دفع تسبيق سنة ، لمعدل كراء لاينزل عن المليون سنتيم في أحسن الأحوال ، لم نجد إلا أن نستمع إليه مرة أخرى ، وننشر نداءه الثاني ، خاصة أنه لم يعد يتحمل حياة التشرد في فصل الشتاء الذي وصلت فيه درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها .لقد كان ينتظر التفاتة رأفة من مسؤولي بلدية الخروب بعد نشرنا معاناته ، لكن للأسف لاأحد تحرك أو سأل عن حال مواطن في خطر كما أخبرنا ولم يجد في محنته إلا مكتب المكفوفين بالبلدية لحشر أثاثه داخله بعد طرده إلى الشارع ، فيما يعاني يوميا من التفكير في المكان الذي سيبيت فيه هو وزوجته وطفله الصغير، حيث يضطرون بعد جولات ماراطونية مرهقة بين مكاتب مختلف الإدارات طلبا للمساعدة إلى الإفتراق كل مساء ، لإيجاد فرصة للمبيت عند الأقارب والجيران وحتى داخل المقاهي . ويتكرر نفس المشهد المؤلم مع طلوع النهار دون أن يلمسوا أي حل لمأساتهم.وكانت نافذة الأمل الوحيدة التي أطلت عليهم وسط هذه العتمة ، اللقاء الذي جمع رب هذه الأسرة بالوالي الجديد بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة عشية الإحتفال بذكرى أول نوفمبر الخالدة ، حيث قام -كما أخبرنا بتسليمه ملفا يتضمن جميع الوثائق التي تؤكد وضعيته السكنية وظروفه الإجتماعية البائسة .وفي ظرف قصير تلقى استدعاء من الولاية، حدد فيه موعد الحضور بتاريخ 21 نوفمبر على الساعة التاسعة والنصف صباحا من يوم الأحد المتزامن مع استقبال المواطنين في مختلف الإدارات العمومية. لم تسعه الفرحة هو وزوجته لهذا الإستدعاء الذي أثلج صدرهما ، ولسرعة الرد من طرف المسؤول الأول في الولاية. لكن الفرحة تحولت إلى غصة في الحلق ، وعيون تبكي بحرقة ، وهما يغادران مقر ديوان الوالي بخيبة أمل كبيرة ، بعد أن تم استقبالهم من طرف موظف بالولاية ، قال لهما بأن الإستدعاء الذي وصلهما هو من أجل تهنئتهما بعيد الأضحى.وأي عيد يتم تهنئة عائلة فقيرة تعيش حياة التشرد به من طرف مسؤولي الولاية . عيد فقدت هذه العائلة البائسة تذوق حلاوته منذ أن اضطرت إلى الترحال بحثا عن سقف بيت يحمي كرامتها ، أودعت ملف الإستفادة من السكن الإجتماعي في 1999/07/18 يحمل رقم 1598 ، مازالت لم تعثر عليه ، والمسؤولين في البلدية والولاية يتهربون حتى من مقابلة هذا المعاق والإستماع إلى مأساته .ونحن نعيد نشر ندائه على أمل أن تتحرك السلطات المحلية من أجل إنقاذ عائلة في خطر ، قال أنه كمعاق يرفض تخصيص حفلات للرقص وتوزيع الحلويات لتذكر أمثاله في اليوم الوطني للمعاقين ، وكل أملهم أن يعاملوا كمواطنين لديهم الحق في السكن والعمل دون أي تمييز ، والإستماع إليهم واستقبالهم من طرف المسؤولين ، لأنهم بشر رغم حاجز الإعاقة الذي يصنفهم كمواطنين من الدرجة الثانية