شكلت الأحداث المأساوية التي وقعت مؤخرا في الأراضي الصحراوية المحتلة سيما التفكيك الدموي لمخيم أكديم ازيك (مخيم الحرية) الواقع بالقرب من مدينة العيون يوم الأربعاء موضوع نقاش في غرفة النواب الايطالية. ويأتي هذا النقاش عقب السؤال الموجه من قبل النائبة الايطالية كارمين موتا (الحزب الديمقراطي) الى الحكومة حول موقفها ازاء أحداث العيون الدامية و وضعية حقوق الانسان بالصحراء الغربيةالمحتلة من قبل المغرب. وفي رده باسم الحكومة أكد كاتب الدولة لدى الوزارة الايطالية للشؤون الخارجية السيد ألفريدو مانتيكا أن ايطاليا "تتابع النزاع القائم بين المغرب و جبهة البوليزاريو حول الصحراء الغربية بتنسيق وثيق مع شركائها الأوروبيين. وأضاف أن ايطاليا "قد طلبت عدة مرات من الطرفين مواصلة الحوار المفتوح بدون شرط مسبق بغية الوصول الى نتائج ملموسة في المفاوضات الجارية تحت اشراف الأممالمتحدة". و اشار السيد مانتيكا في هذا الصدد الى أن الأممالمتحدة "تعد الاطار الوحيد الذي قد يضمن إيجاد حل سياسي عادل و دائم يحظي بقبول الطرفين طبقا للوائح مجلس الأمن و الجمعية العامة". ولهذا حسبما أضافه السيد مانتيكا، فان ايطاليا تؤيد عمل الوساطة التي يشرف عليها الأمين العام للأمم المتحدة و مبعوثه الشخصي مذكرا بأن بلاده تساهم في بعثة الأممالمتحدة في المنطقة (المينورسو) منذ انشائها. و استطرد يقول "لقد أعربنا عن ارتياحنا ازاء استئناف المحادثات غير الرسمية بين المغرب و جبهة البوليزاريو و لقد تحادث الطرفان للمرة الأولى (...) حول الجوانب العملية للبرنامج الرامي الى تعزيز الثقة بين الطرفين و الذي تشرف على تسييره المفوضية السامية للاجئين بحيث توصل الطرفان الى اتفاق يسمح باستئناف تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية". ومن جهة أخرى، ذكر الوزير الايطالي أنه من المقرر تنظيم جولتين من المفاوضات خلال السداسي الأول من السنة الجارية. ولدى تطرقه الى الوضعية الانسانية أكد السيد مانتيكا أن الحكومة الايطالية تتابع "دون هوادة" مع الاتحاد الأوروبي و الشركاء الدوليين الظروف السائدة في الصحراء الغربية و في مخيمات اللاجئين. وفي هذا الإطار، ذكر بأن الوزير الايطالي للشؤون الخارجية قد أعرب يوم 9 نوفمبر الماضي "عن انشغاله العميق ازاء ضحايا و جرحى المواجهات التي اعقبت "تفكيك مخيم أكديم ازيك من قبل القوات المغربية". و كان السيد فراتيني قد دعا الطرفين الى مواصلة حوار بناء خلال المفاوضات المنظمة تحت اشراف الأممالمتحدة بغية ايجاد حل سلمي و "الحفاظ علي الهدوء اللازم والانضباط من اجل تفادي وقوع مواجهات أخرى". وأكد كاتب الدولة ان "ايطاليا رحبت ايضا بلائحة البرلمان الاوروبي التي تطالب منظمة الاممالمتحدة بالمساعدة على القاء الضوء على احداث مخيم اقديم ازيك و المفوضية الاوروبية بضمان تنقل المساعدة الانسانية بشكل كاف". وفيما يخص هذه المسالة اشار الى ان بلاده لطالما كانت سباقة من خلال التزامها بالتعاون والمساعدة الانسانية للاجئين الصحراويين. وفي نفس السياق، ذكر السيد مانتيكا انه في سنة 2010 قدمت ايطاليا مساهمة ب300 الف اورو للبرنامج الغذائي العالمي مضيفا انه تم الاتفاق على قائمة المنتجات الغذائية مع ممثل جبهة البوليزاريو في ايطاليا. واضاف " كما قدمنا مساهمة ب 530 الف اورو لتمويل نشاطات المفوضية السامية لللاجئين على مستوى مخيمات اللاجئين قصد مكافحة سوء التغذية سيما لدى الاطفال وتحسين الاستفادة من العلاج الطبي الاساسي و تشجيع تبادل الزيارات بين العائلات الصحراوية". وقالت البرلمانية كارمن موتا انه كان يتوقع "ان تتحلى الحكومة بشجاعة اكبر" في موقفها حيال الاحداث الخطيرة في الصحراء الغربية". كما حيت استناد ممثل الحكومة الى لائحة البرلمان الاوروبي بخصوص احداث العيون داعية الى فتح "تحقيق دولي مستقل لالقاء الضوء على هذه الاحداث الى جانب انشاء " آلية لمراقبة حقوق الانسان في الصحراء الغربية". وخلصت البرلمانية الى التعبير عن املها في ان يكون موقف ايطاليا "داعما للسلام و تقرير المصير و احترام حقوق الانسان الاساسية" في الصحراء الغربية.