تواصلت يوم الجمعة و لليوم الرابع على التوالي المظاهرات السلمية وسط تونس العاصمة وعدة مدن تونسية أخرى مطالبة برحيل الحكومة المؤقتة التي شكلت يوم الإثنين الماضي وعدم اشراك رموز حزب التجمع الدستوري الديمقراطي فيها. ودعا المتظاهرون إلى اعادة النظر فى تشكيلة الحكومة وابعاد رموز النظام القديم استجابة للمطالب الشرعية لمختلف الحساسيات السياسية داعين إلى تشكيل حكومة انقاذ وطني حقيقية لاحداث القطيعة مع النظام المخلوع والقضاء على مخلفاته. ونادى المواطنون بالدفاع عن الحريات العامة واحترام حقوق الانسان واعتماد الديمقراطية كخيار اساسي لكل عمل سياسي مستقبلي كما دعوا إلى استمرار تعبئة وتحسيس الجماهير الشعبية حتى تتحقق كل المطالب السياسية. و رفعوا اللافتات والشعارات التي تؤكد وفاءهم لارواح الشهداء الذين سقطوا في الفترة الاخيرة من اجل القضاء على نظام الاستبداد والقهر. وقد عبر المواطنون مرة اخرى عن رفضهم تركيبة حكومة الوحدة الوطنية معتبرين أنها لا تمثل كل التيارات السياسية في البلاد. وقد انضم إلى هذه المظاهرات عدد من رجال الشرطة حيث اعتلى عدد من هؤلاء رجال الامن سيارات الامن الوطني التونسي رافعين الأعلام الوطنية مرددين لهتافات تطالب باستقالة حكومة الوحدة الوطنية وأكدوا انهم في الاساس من ابناء الشعب التونسي. ولم تقتصر هذه المظاهرات على العاصمة فقط بل خرج المواطنون في مدن سيدي بوزيد وقفصة والقيروان والتي تطالب كلها برحيل حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت يوم الاثنين الماضي بعد اقصاء رئيس البلاد زين العابدين بن علي. وكان الرئيس بن علي المخلوع قد غادر البلاد والسلطة متوجها نحو المملكة العربية السعودية يوم الجمعة الماضي في ظل استمرار الاضطرابات الدامية رغم اعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة والدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.