دفعت حالة الهلع بين المواطنين في ظل الاوضاع التي تسهدها مصر جراء المظاهرات المتواصلة للمطالبة بالتغيير وتمديد حظر التجول إلى الاقبال الكبير على شراء وتخزين المواد الغدائية خوفا من القادم. وقد ظهرت منذ الأحد طوابير كبيرة امام محلات بيع المواد الغدائية وخاصة منافذ توزيع الخبز بعد غلق العديد مت المراكز التجارية وتعرض اغلبها لعمليات النهب والتخريب وكذا تردد شائعات عن امكانية توقف السلطات عن بيع الخبز لاسبوعين. وشهدت شوارع العجوزة والسيدة زينب والهرم وغيرها طوابير طويلة امام محلات بيع هذه المواد مما ادى إلى حدوث مناوشات بين المواطنين بسبب كثافة عدد المشترين وطول قائمة الطلبات . وقال مصطفى جمعة احد سكان العجوزة "انه يقف يالطابور منذ ساعة ونصف للحصول على ارغفة خبز وهو متخوف من انقطاع الافران عن العمل في الايام المقبلة وحدوث ما سماه المجاعة ". كما امتدت هذه الطوابير إلى محطات بيع البنزين بسبب عدم وجود المخزون فيها. ويرجع اصحاب هذه المحطات النقص إلى عدم تمكن الشاحنات من امدادها بالوقود نتيجة اغلاق بعض الطرق وكذا الاوضاع الامنية المتردية في بعضها. وقال المدير التنفيذي للهيئة العامة للبترول عبد الله غراب انه ليس هناك شكوى عامة في مصر لكن يبقى الوقود محدودا في محطات معينة مشيرا إلى ان حركة السير في الشوارع اقل بكثير من المعتاد مما يعني حدوث تراجع في حجم الاستهلاك. من جهتها قالت وزارة البترول ان الازمة مؤقتة وتبذل جهودا لتوصيل هذه المادة إلى الاماكن الحيوية منها المخابز ومحطات الكهرباء. وقد حذر عدد من تجار الجملة والتجزئة من قرب نفاذ مخزونهم من السلع الغذائية الاساسية لصعوبة حركة تداول البضائع من يوم الجمعة الماضي وهو ما تسبب في ارتفاع اسعار السلع الغدائبة إلى الضعف. وصرحوا ان اسعار هذه السلع وفي مقدمتها السكر والارز والدقيق قد ارتفعت باسواق الجملة كما ارتفعت اسعار الخضروات والفاكهة إلى الضعف بسبب صعوبة حركة نقل البضائع وقلة الواردات من اسواق الجملة بسبب حالة الخوف وحظر التجول. واختفت تقريبا بطاقات تعبئة الهواتف النقالة بمعظم اماكن بيعها واكد العاملون بمراكز الاتصالات ان استهلاك هذه البطاقات زاد بشكل مكثف في الايام الثلاثة الاخيرة. بسبب الوضع الامني وخظر التجول الذي يمتد من الثالثة عصرا إلى الثامنة صباحا وكذا انقطاع خدمات الانترنت كليا منذ الجمعة الماضي. وذكرت تقارير اعلامية ان قوات الجيش قامت بتامين اسوا ق الجملة بعد ان كانت معرضة لعمليات السطو مما اجبر التجار على وقف نشاطهم. وقد ناشد الاتحاد العام للغرف التجارية جميع الشركات والمصانع والتجار امداد الاسواق بالمنتجات المختلفة خاصة الادوية والسلع الغدائية. و أكدت مصادر مسؤولة بالغرف التجارية ان الوضع"غير امن "وبالتالي يخشى الموردون استعمال سيارتهم وشاحناتهم المحملة بالبضائع خشية نهبها موضخة ان استمرار الوضع يحالته الراهنة يعني تراجعا حادا للمخزون لدى معظم المتاجر. وقامت كل من ادارة البورصة والبنوك بتجميد العمل لمدة يومين تحسبا لحدوث عمليات تخريب واستلاء على المصاريف غير ان الاوصاع والتكهنات تشير إلى تمديد فترة التجميد إلى اكثر من ذلك.