شرع بتمنراست في إجراء تحقيق ميداني حول سبل الوقاية من الأمراض المتنقلة جنسيا وفي مقدمتها داء فقدان المناعة المكتسبة " السيدا"، كما علم يوم الثلاثاء من مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. وتندرج هذه العملية التي تنظم تحت إشراف وزارة الصحة والسكان واصلاح المستشفيات في إطار إتفاقية التعاون في مجال الصحة العمومية الموقعة بين الجزائر و بلجيكا والتي تضمنت عدة جوانب أخرى ذات صلة بترقية وضعية الصحة العمومية بهذه الولاية الحدودية سيما في مجالات مكافحة الأمراض المتنقلة جنسيا والأمومة والطفولة، كما أوضحت ذات المديرية. ويشرف على تأطير هذا التحقيق الميداني الذي أطلق مؤخرا نحو 20 محققا تلقوا تكوينا خاصا تحت إشراف البروفيسور ميدون نواري رئيس مصلحة علم الأوبئة بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بوهران. وسيتم التركيز في هذا التحقيق الذي سيستمر على مدار ثلاثة أسابيع على التجمعات السكانية الآهلة بالسكان بالمنطقة وشريحة السائقين من مستعملي الطرق البرية الذين يتنقلون إلى ولاية تمنراست إلى جانب الإهتمام أيضا بفئة المساجين. والهدف المنشود من هذه العملية كما أوضح مسؤولو قطاع الصحة والسكان هو جمع المعلومات الكافية من أجل وضع رؤية شاملة بخصوص سلوكيات الأفراد تجاه هذه الأمراض المتنقلة جنسيا بصفة عامة وداء "السيدا" على وجه الخصوص وسبل تفعيل شروط الوقاية منها والحد من انتشارها بولاية تمنراست التي تتميز بكونها منطقة عبور وتمركز للعمالة الأجنبية . وأوضح البروفيسور ميدون نواري في هذا الصدد أن عملية جمع المعلومات ستتم عن طريق جولات ميدانية يوزع خلالها المحققون استمارات تحتوي على 102 سؤالا على عينة من الفئة التي تتراوح أعمارها بين 15 و49 سنة . والغرض هو جمع آراء هذه الفئة من خلال الإجابة على هذه الأسئلة التي تتعلق بالأمراض المتنقلة جنسيا وفي مقدمتها داء فقدان المناعة المكتسبة " السيدا" من حيث انتقال العدوى وكيفية التعامل مع حاملي هذه الأمراض الخطيرة و سبل الوقاية منها و التحسيس بأخطارها". وللتذكير، فإن هذه الإتفاقية التي أبرمت سنة 2004 بين الجزائروبلجيكا قد سمحت باقتناء العديد من الأجهزة والوسائل الطبية لفائدة المؤسسات الإستشفائية العمومية بالولاية ومن بينها أجهزة الكشف عن الأمراض المتنقلة جنسيا واقتناء وسائل طبية لفائدة عيادة التوليد بمدينة تمنراست وتعزيز وسائل الوقاية والوساطة من خلال توزيع مطويات تحسيسية وتكوين مرشدات مختصات في التوعية بأخطار هذه الأمراض. كما مكنت هذه الإتفاقية الثنائية أيضا من استفادة أطباء من تكوين في مجال أمراض الطفولة والتكفل بالأطفال حديثي الولادة واقتناء 6 مركبات ميدانية للربط بين القرى النائية والهياكل الإستشفائية بعاصمة الولاية إلى جانب اقتناء 6 سيارات إسعاف مجهزة لفائدة المؤسسات الإستشفائية العمومية بولاية تمنراست.