يشكل الاحتفال باليوم العالمي للمرأة بوهران فرصة مواتية للعديد من الراغبين في تحقيق أعمال مربحة وهذا ما تعكسه الملصقات المختلفة التي تقترح تنظيم حفلات بين النساء وكذا العديد من الأنشطة التجارية المناسباتية الحريصة أن تكون على ايقاع يوم 8 مارس. وقبل أسبوع من هذا الموعد السنوي امتلأت جدران وسط المدينة بملصقات تتميز بتصميم وألوان جذابة تقترح أمسيات "خاصة ب 8 مارس". ويقترح المبادرون بهذه البرامج من جمعيات وفنادق فخمة وأصحاب قاعات الحفلات حفلات لمغنيي "الراي" ومجموعات "للمداحات" و هي فرق نسوية ذاع صيتها بغرب البلاد منذ القدم بالإضافة إلى عرض للأزياء. وتختلف أثمان الدخول باختلاف كل فضاء وثراء البرنامج المسطر حيث تتراوح ما بين 1500 و 2000 دينار للشخص الواحد. ويمكن أن تكون الفاتورة مرتفعة أكثر في حالة تناول وجبة الغذاء في جو مريح بمطعم لفندق مصنف حيث يتأكد المرء من صحة القاعدة التي تذكره أنه "لكل حسب إمكانياته". ولتعويض هذه النفقات ولو نسبيا تقدم للنسوة الحاضرات مشروب ساخن مثل الشاي بالنعناع عموما أو مشروب منعش ترافقه حلويات تقليدية. وللاحتفال باليوم العالمي للمرأة ينصب الباعة الظرفيون أماكنهم بوسط المدينة لعرض سلع متنوعة بغية تقديمها كهدية إلى شريكة العمر أو الحبيبة منها الحلي الفضية أو الورود الحمراء البلاستيكية "صنع في الصين" الملفوفة في ورق السيلوفان ... وحتى لو كانت الهدية بسيطة تبقى الالتفاتة هي الأهم. ومن جهة أخرى تقترح بعض الأنشطة التجارية مثل صالونات التجميل والحلاقة تخفيضات في الأسعار لفائدة الزبونات "لتكن جاهزات وكلهن جمال في هذا اليوم". وبهذه المناسبة يجني باعة الزهور بوسط مدينة وهران أرباحا كبيرة حيث يسجل منذ مساء أمس الاثنين إقبال الكبير للرجال الذين يحرصون على إهداء وردة حمراء جميلة أو حتى باقة بأكملها فيما يحتمل أن ينفذ المخزون منها خلال مساء الثلاثاء. ولم يبق صانعة الحلويات الأكثر شهرة في المدينة بعيدين عن هذا الحدث بالنظر إلى حجم الطلبات من الحلويات التي اعتاد الوهرانيون تقديمها في مختلف المناسبات. وتغتنم الوهرانيات سواء عاملات أو طالبات أو ربات بيوت فرصة فترة ما بعد الظهر "المدفوعة الأجر" للالتقاء مع بعضهن سواء كن زميلات في العمل أو صديقات أو جيران حيث يجوبون الشوارع والمحلات التجارية أو يفضلن صالون الشاي أو محل للبيتزا أو الحديقة للدردشة وتبادل الأفكار وقضاء بالتالي أوقات ممتعة. وكالعادة برمجت بلدية وهران حفلا موسيقيا كبيرا ينشطه مطربون أمثال الهواري بن شنات وهذا لفائدة النساء اللائي ليس لديهن الإمكانيات للتوجه إلى قاعة للحفلات. وفي مثل هذه المناسبات تغتنم النساء الفرصة للترفيه والترويح عن النفس والابتعاد عن ضغوطات الحياة اليومية.