أغارت الطائرات الحربية الليبية يوم الأربعاء على مواقع للمعارضة المسلحة قريبة من المصفاة النفطية في مدينة راس لانوف في ليبيا فيما انتقد العقيد معمر القذافي موقف الدول الغربية من الأحداث التي تشهدها ليبيا منذ ثلاثة أسابيع مجددا دعوته إرسال لجنة تحقيق أممية لمعاينة الوضع ميدانيا. وذكرت تقارير إعلامية أن طائرة حربية ليبية أغارت اليوم على موقع يبعد كيلومترا واحدا عن المصفاة النفطية في مدينة راس لانوف التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة وحيث تدور معارك عنيفة حاليا. وسقطت القذائف على بعد 300 من الموقع الذي يوجد على طريق بن جواد التي خسرها الثوار الأحد الماضي في ظل أنباء متضاربة بشأن تقدم المعارضة مجددا لاستعادة بن جواد. وكان أحد القياديين الميدانيين قد أشار سابقا الى تقدم المعارضين الذين اقاموا مواقع دفاعية خلافا لأمس الثلاثاء "عندما اضطررنا للتراجع بعد تقدمنا نحو بن جواد بسبب كثافة القصف". وأوضح أن "قوات القذافي في بن جواد تحتل الجامع والمدرسة لكنها اليوم لم تشن هجوما". وتحدث عن وقوع أربع غارات جوية قرب بن جواد صباح اليوم مما أدى لإصابة بعض "الثوار" بجروح. وذكرت المعارضة الليبية ايضا أن قوات موالية للقذافي أصابت صهاريج تخزين في ميناء السدر النفطي في شرق ليبيا اليوم خلال قصف عنيف لمواقع المعارضة في المنطقة. وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق الميناء. ومن طرابلس انتقد معمر القذافي اليوم الدول الغربية متطرقا إلى وجود "مؤامرة استعمارية" حاكتها هذه الدول حتى "تحتل من جديد ليبيا". وقال القذافي لإحدى القنوات التلفيزيونية الفرنسية "عوض أن تقول اننا نهاجم بن لادن و تدعمنا (...) تريد كل من فرنسا و بريطانيا العظمى و الولاياتالمتحدة استعمار ليبيا من جديد. أنها مؤامرة استعمارية". و اعتبر أن عناصر المعارضة في بلاده "هم رهائن لدى تنظيم القاعدة و يعملون تحت امرة بن لادن". و أعرب القذافي عن "تاسفه" لموقف بعض القادة الغربيين و قال انهم "غير مطلعين جيدا على الوضع لان متمردي بن لادن بليبيا الذين كانوا يعلمون انه لم يكن هناك ممثلو وسائل إعلام آخرين كانوا يمارسون التضليل الإعلامي" مضيفا انه "من الجنون إطلاق النار على متظاهرين سلميين". وفي حديث ليومية "لو جورنال دي ديمونش" (جريدة الأحد) دعا القذافي إلى ارسال لجنة تحقيق أممية أو تابعة للاتحاد الافريقي إلى ليبيا لمعاينة الوضع ميدانيا. وعلى صعيد آخر أفادت تقارير لمكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا (أوتشا) اليوم بأن نحو 15 في المائة من الأجانب المقييمن في ليبيا غادروها بسبب الأحداث الجارية. وأوضح التقرير أن "أغلب المهاجرين يحصلون على مساعدات للعودة إلى بلادهم لكن مازال هناك الآلاف من العالقين على الحدود الليبية" مشيرا إلى وجود ما يقرب من 23 الف مهاجر في حاجة إلى إجلاء من بينهم 7 آلاف مصري و14 ألف من تونس وآخرين من النيجر وبنغلاديش. ودعت منظمة الهجرة الدولية -حسب التقرير- إلى توفير نحو 49 مليون دولار للمساهمة في إجلاء نحو 65 ألف مهاجر والاستمرار في توفير المساعدات الإنسانية مشيرا إلى أن تقديرات المنظمة تفيد بوجود ما يقرب من 5800 مصري مازالوا عالقين على معبر السلوم على الحدود المصرية الليبية. وفي هذا السياق، أعلنت ايطاليا اليوم أنها ستساهم في إجلاء حوالي 600 رعية من البنغلاديش المتواجدين حاليا على الحدود التونسية الليبية. وقال مصدر بوزارة الخارجية الايطالية انه اضافة إلى تخصيص رحلتين لاجلاء الرعايا البنغلاديشيين فقد تقرر إقامة مركز لوجيستي منطقة راس الجدير الحدودية بين تونس وليبيا للمساهمة في تنسيق مجهودات الإغاثة الدولية هناك. وفي القاهرة، شرع مسؤول في الجيش الليبي اليوم في زيارة إلى مصر حاملا رسالة من العقيد معمر القذافي إلى المجلس العسكري الحاكم في البلاد تتض من طلبات مساعدة في مواجهة المعارضة المسلحة في ليبيا. وحسب ما نقلت وسائل الإعلام عن دبلوماسيين ليبين فأن اللواء عبد الرحمن الزاوي الذي يشغل منصب مدير الإمداد والتموين في الجيش الليبي ينوي أخبار المجلس العسكري المصري أن "مصير ما يقارب من مليون عامل مصري في ليبيا سيكون مرتبطا بالموقف الذي ستتخذه مصر في دعم نظام القذافي". وكان منسق العلاقات الليبية المصرية وممثل القذافي احمد قذاف الدم قد فشل في مهمة أرسله فيها القذافي بعد اندلاع الأحداث في ليبيا لاقناع القبائل الليبية التي تتمركز في مناطق الحدود المصرية الليبية المشتركة لمساعدة القذافي ودعمه.