مقتل قرابة 70 ليبيا في معارك ضارية بين القوات النظامية والمحتجين عرفت الأزمة الأمنية والسياسية التي تعيشها ليبيا ليلة الجمعة إلى السبت تسجيل أكبر حصيلة قتلى منذ اندلاعها منتصف الشهر الماضي خلفت مقتل عشرات المدنيين في مدن بنغازي ورأس لانوف والزاوية. وعاشت هذه المدن الخاضعة تحت سيطرة المناوئين لنظام العقيد القذافي أطول لياليها بعد أن لجأت القوات الموالية لهذا الأخير إلى استعمال الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة في محاولة لدحر الرافضين لسلطته والمطالبين برحيله الفوري من كرسي الرئاسة المتربع عليه منذ 42 عاما. وتأكد مقتل 37 مدنيا ليبيا في مدينتي رأس لانوف وبنغازي إلى الغرب من العاصمة طرابلس بعد أكثر من أسبوعين من سقوطها بين أيدي المتظاهرين، 17منهم قتلوا في عملية قصف استهدف مخزنا للذخيرة في مدينة بنغازي أولى المدن الليبية التي سقطت بين أيدي المتظاهرين في سياق أحداث ما أصبح يعرف بثورة 17 فيفري. وتقاطعت تقارير مختلفة على التأكيد على وقوع معارك ضارية بمدينة رأس لانوف الاستراتيجية الواقعة في منتصف المسافة بين مدينتي بنغازي وطرابلس والتي تضم اكبر حقول النفط ومعامل التكرير في خليج سرت على البحر المتوسط في اعنف المواجهات بين القوات النظامية التي يقودها نجل الرئيس القذافي خميس قائد فيلق القوات الخاصة الليبية خلفت في حصيلة أولية عشرة قتلى. وتضاربت تصريحات الجانبين المتحاربين حول حقيقة الوضع العسكري في هذه المدينة الاستراتجية فبينما أكد المتظاهرون أنهم بسطوا سيطرتهم على مؤسساتها الإدارية وثكناتها ومقراتها الأمنية نفت ذلك مصادر القوات النظامية وأكدت أنها استعادت المدينة وأخضعتها لسيطرتها مرة أخرى. وأكد نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم أن المدينة مازالت تحت سيطرة النظام مكذبا ما ذكره المعارضون بأنهم سيطروا عليها قبل يومين. وشهدت مدينة الزاوية الواقعة على بعد 60 كلم إلى الغرب من العاصمة طرابلس مواجهات عنيفة أمس السبت خلفت مقتل ثلاثين شخصا معظمهم من المدنيين في قتال بين قوات موالية للعقيد الليبي معمر القذافي والمعارضين المسلحين. وأكد طبيب يدير مستشفى ميدانيا فى وسط المدينة مقتل أكثر من 30 شخصا اغلبهم من المدنيين'' في عملية اقتحام جديدة للقوات الموالية لنظام العقيد الليبي. وأكدت مصادر مساء امس أن القوات الموالية للنظام الليبي شنت هجوما على المدينة باستخدام الدبابات التي اقتحمت قلب المدينة دون أن تتاونى أطقمها في إطلاق القذائف على المنازل وقال سكان أن دبابات انتشرت في كل شوارع المدينة ضمن خطة لاستعادة السيطرة عليها. وكانت عدة تقارير أكدت قبل ذلك أن المدينة بقيت إلى غاية أمس تحت سيطرة المحتجين في وقت فرضت فيه تعزيزات القوات النظامية حصارا عسكريا عليها من كل أبوابها تمهيدا لإعادة اقتحامها وطرد المحتجين منها ولكنها فشلت إلى حد الآن في تحقيق هدفها. ولكن سكانها بدأوا يبدون مخاوف متزايدة مما تخفيه الساعات القادمة وخاصة في ظل الحصار الذي يؤكد أن فيلق نجل الرئيس القذافي يريد استعادة السيطرة على المدينة مهما كلفه ذلك من ثمن. وكان 14 مدنيا لقوا مصرعهم خلال الاشتباكات التي دارت مساء الجمعة بين المعارضين للنظام الليبي والقوات الموالية له في ''حرب شوارع ما زالت تدور داخل المدينة بين الثوار والكتائب التي تحاول السيطرة على مركز المدينة''. وأشارت مصادر استشفائية إلى أن مرتزقة فتحوا نيران أسلحتهم بشكل عشوائي باتجاه كل من يجرؤ على مغادرة منزله في المدينة ووصفت الوضع فيها بالكارثي وخاصة في المستشفيات التي تفتقر لأدنى المواد الطبية الضرورية للحالات الاستعجالية وخاصة المستعصية منها.