يمثل مشروع تحويل الماء من إن صالح إلى تمنراست الذي دشنه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة يوم الثلاثاء إنجازا وطنيا هاما و خطوة إلى الأمام في مجال التوزيع المتكافئ للموارد المائية و الميزانية على مختلف مناطق البلاد. و سيمكن تحويل المياه الجوفية من إن صالح إلى مدينة تمنراست و المدن المجاورة على مسافة 750 كلم و الذي كلف 197 مليار دينار (حوالي 3 مليار دولار) من ضمان التزويد ب50.000 متر مكعب من الماء الشروب يوميا مع توقع ضمان 100.000 متر مكعب يوميا في مطلع 2030. و يستجيب هذا الحجم من التموين لحاجيات السكان البالغ عددهم 340.000 نسمة و ذلك بكميات تموين تقدر ب265 لترا يوميا لكل نسمة. و إن هذا المشروع الضخم الذي أشرف على إطلاقه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في يناير 2008 قد تم استكماله و تسليمه في الآجال المحددة. و كان وزير الموارد المائية عبد المالك سلال خلال تشغيل المشروع يوم 15 مارس الماضي قد أشار إلى أن هذا التحويل يدخل في إطار سياسة "إعادة إنشاء مراكز حياة التي قررتها السلطات العليا للبلاد". و يتعلق الأمر -كما قال- ب "التكافؤ و العدالة الاجتماعية و توزيع الموارد المائية بالنسبة لسكان مناطق أقصى الجنوب". و يضم المشروع 48 بئرا و قناتين للجر على طول 750 كلم لكل واحدة منهما و 6 محطات ضخ و خزانين من الحجم الكبير بسعة 50.000 متر مكعب لكل واحد منهما و محطة لتحلية المياه بطاقة 100.000 متر مكعب. و في شهر فيفري الماضي كان مجلس الوزراء قد صادق على عقد بالتراضي بقيمة 590 مليون دينار بين "الجزائرية للمياه" والشركة العمومية "كوسيدار" لإنجاز أشغال توصيل قناة نقل المياه من إن صالح إلى تمنراست بشبكة توزيع الماء الشروب في مدينة تمنراست. و بعد شهر من ذلك باشرت مؤسسة "الجزائرية للمياه" أشغال واسعة لتصليح و صيانة شبكة التموين بمياه الشرب عبر مدينة تمنراست لتمكين التزويد التدريجي لجميع مدن و أحياء عاصمة الأهقار.