حظي المواطنون القسنطينيون الذين حضروا بقصر الباي العتيق فعاليات افتتاح تظاهرة شهر التراث بدعوة الى رحلة نحو عصور سيرتا المجيدة على جناح خيال مفعم برائحة التحضر العريق والحس الجمالي الرفيع ليوميات مدينة كانت ولم تزل. ومكن الحفل الذي جرى أمس الاثنين الحاضرين من السفر عبر الزمن داخل قصر "أحمد باي" الفاخر الذي استثني ببعض الأعمال الفنية ذات الدقة الكبيرة التي استدعت مزيدا من الخبرات والمواهب في مجال فن إعادة التأهيل مما سمح للقصر باستعادة مجده السابق. وبمناسبة فعاليات إحياء شهر التراث شرعت الجهات الفاعلة في مجال الأنشطة الثقافية والمتاحف على غرار ولاية قسنطينة ومديرية الثقافة والمتحف الوطني لسيرتا العريق إلى جانب عديد الجمعيات في برنامج متنوع مكثف بالنشاطات والمعارض المختلفة. وفي هذا السياق، تمكنت مديرية المتحف بمساعدة جمعية أصدقاء متحف سيرتا من تشكيل وتمثيل العادات والتقاليد اليومية لسكان قسنطينة في عهد الباي. وقد أعجب المواطنون والوفد الرسمي الذي أشرف على الافتتاح الرمزي لشهر التراث الذي يحمل هذه السنة شعار "التراث والمجتمع الجواري" بطقوس "قهوة العصر". ومن بين المعارض المقامة بالمناسبة تلك التماثيل لنساء بلباسهن التقليدي يرتدين شاشية تلك الفترة وخمارات ووشحات رهيفة وهن مجتمعات حول مائدة خشبية بيضوية الشكل بها سينية من البرونز تحمل فناجين قهوة يتوسطها "مرش" بها ماء زهر الأرنج المقطر و"سكرية" معدنية بيضاء وإبريق تقليدي. وغير بعيد عن هؤلاء النسوة اللاتي كن يرتشفن القهوة على أنغام العود والبندير يوجد فيه اثنين من الرجال واحد يرتدي الزي العثماني والثاني بزي مدرسي وهي ألبسة مميزة لسكان قسنطينة. وبجناح آخر يعجب الزائر بمشاهدة حديقة بها أشجار برتقال ليبقى المشاهد مبهرا أمام التنوع الأركيولوجي والتراث المادي التاريخي لهذه المدينة العريقة. وقبل ذلك كان مقر المجلس الشعبي الولائي قد احتضن حفل توزيع جائزة عبد الحميد بن باديس السابعة للفائزين الثلاثة في فصول هذه المسابقة التي تحمل اسمه. وفي هذا السياق، نال الشاعران مرواني سهيلي من برج بوعريريج وخالدية جاب الله من وهران الجائزة الأولى للشعر مناصفة متبوعين بعاشور بوكلوة وعبد الفتاح بوسعيد في المرتبة الثانية. أما الجائزة الأولى والثالثة لأحسن قصة فلم يتم تسليمهما فيما اكتفى المترشحان لمين بن رابية وليامين بن تومي بالمرتبة الثانية. ومن جهتهما، تحصل الفنانان محمد الشريف بوعناقة وعبد الله عجابي على الجائزة الثالثة لأحسن عمل في مجال الفنون الجميلة فيما لم تمنح الجائزتان الأولى والثانية. وتحصل كل من مسعود خلوف بلال وهشام قيدوم على الجائزة الثانية في مسابقة السمعي البصري فيما نال عبد المالك حداد الجائزة الثالثة الخاصة بمسابقة "الفكر والحضارة" بينما لم يتم منح الجوائز الأخرى لذات المسابقة من طرف لجنة التحكيم.