أكد وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات جمال ولد عباس على "الالتزام السياسي الكبير" للجزائر في مجال التكفل بالاحتياجات الجديدة المسجلة في مجال الصحة . وحسب بيان لوزارة الصحة نشر يوم الجمعة أن الوزير أوضح في كلمة له خلال أشغال الندوة الوزارية العالمية الأولى حول الأنماط المعيشية السليمة و مكافحة الأمراض غير المعدية (موسكو 28 و 29 أبريل 2011) أن الالتزام السياسي للجزائر تجلى سيما من خلال تكريس المزيد من الموارد المالية لمصاريف الصحة و ذلك عن طريق مضاعفة ميزانية الصحة بأربع مرات. و أضاف ولد عباس أن هذا الالتزام تجسد أيضا عبر الآلية المبتكرة و الدائمة للتمويل التي تم وضعها مؤخرا من خلال تسجيل صندوق خاص بمكافحة السرطان في قانون المالية لسنة 2011. و تطرق الوزير في الكلمة التي ألقاها إلى تطوير برنامج استثمار واسع يهدف إلى تعزيز المنشآت الاستشفائية و التجهيزات الصحية من جهة و تطوير الصحة الجوارية من جهة أخرى. و بالإضافة إلى اعداد و تطبيق مخططات وطنية مماثلة لمخطط السرطان تكرس لداء السكري و مرض القصور الكلوي المزمن و امراض أخرى. كما أبرز الوزير الجهود التي تبذلها الدولة لمواجهة الآثار المترتبة عن الإنتشار الوبائي في الجزائر الذي شهد تراجعا "واضحا" و "معتبرا" للامراض المعدية ****و ارتفاع الأمراض غير المعدية. و بخصوص هذه النقطة الأخيرة ذكر ولد عباس أنه من ضمن أسباب الوفيات تأتي أمراض القلب في المرتبة الأولى (44 بالمائة) يليها داء السرطان بمختلف أنواعه (16 بالمائة) و التهاب المجاري التنفسية و داء السكري (4ر7 بالمائة) من الحالات المسجلة. و أمام هذا الارتفاع الملحوظ لنسبة الإصابة بالأمراض غير المعدية اوضح الوزير أن الحكومة الجزائرية عمدت منذ سنة 2003 إلى وضع برنامج للمكافحة المدمجة لهذا النوع من الأمراض. و ذكر وزير الصحة بأن الجزائر التي صدقت على الاتفاقية الإطار للمنظمة العالمية للصحة في سنة 2007 رافقها اصدار و تطبيق فعلي للمرسوم المحدد للأماكن العمومية التي يمنع فيها التدخين قامت في نفس السنة بتنصيب لجنة وطنية للمكافحة المدمجة للأمراض غير المعدية. و بشأن القارة الإفريقية اشار وزير الصحة إلى أن الجزائر توافق على ضرورة ادراج أولويات تكميلية خاصة بهذه المنطقة على غرار الأمراض العقلية و آثار العنف و الصدمات. و اكد وزير الصحة على ضرورة المصادقة خلال القمة العالمية لنيويورك على استراتيجية ملائمة تأخذ بعين الإعتبار الأولويات التكميلية الإفريقية. و أردف يقول أن الجزائر ترى أنه من "الملائم" و الهام" ان يطرح بهذه المناسبة مشكل الاستفادة من الأدوية الضرورية لمكافحة الأمراض غير المعدية. كما ركز الوزير على ضرورة تحديد آليات مبتكرة من أجل ضمان الإ ستفادة من هذه الادوية سيما كما قال و أن أغلبية الحالات و 80 بالمائة من الوفيات الراجعة للأمراض غير المعدية تسجل في الدول النامية أي الدول ذات الدخل المتوسط. و بخصوص داء السرطان دعا ولد عباس إلى وضع برنامج عالمي لمكافحة هذا المرض لفائدة الدول الفقيرة مشيرا الى أن الأمر يتعلق ب "مشكل عدالة إجتماعية وبحق انساني" مركزا على ضرورة توفير كل أنواع العلاج.