جنيف - كشف تقرير سنوي لمنظمة العمل العربية حول اوضاع العمال العرب تحت الاحتلال الاسرائيلي أن اوضاعهم تتفاقم من سنة الى اخرى نظرا للتأثيرات السلبية للمستوطنات الاسرائيلية على اصحاب العمل والعمال في المناطق العربية التي تحتلها اسرائيل. وأوضح التقرير المقدم الى الدورة المئة للمؤتمر السنوي لمنظمة العمل الدولية ان المستوطنات الاسرائيلية تستنزف نحو 51 مليون متر مكعب سنويا من مياه الضفة الغربية لصالح المستوطنات الاسرائيلية. وأكد عجز وزارة العمل الفلسطينية عن ملاحقة حقوق العمال الفلسطينيين في المستوطنات لعدم خضوعها لقانون العمل الفلسطيني. في الوقت ذاته رصد التقرير مخاوف من نزع ملكية اراض زراعية من فلسطينيين بسبب عدم تمكينهم من الوصول اليها بسبب وقوعها خلف الجدار الفاصل. وانعكس تأثير هذا الجدار ايضا على انخفاض عدد العمال الفلسطينيين داخل الخط الاخضر من 120 الفا قبل اندلاع انتفاضة الاقصى الى 25 الفا فقط. في الوقت ذاته يشير التقرير الى اشتراط السلطات الاسرائيلية منح تصاريح عمل فقط لمن تزيد اعمارهم عن 30 عاما وان يكون متزوجا ويعول ما يحرم الكثيرون من فرص العمل في اسرائيل. وسجل التقرير ايضا مخالفات اسرائيلية جسيمة بحق العمال الفلسطينيين مثل عدم احتساب ساعات العمل الإضافية والمتاجرة بتصاريح العمل الاسرائيلية للفلسطينيين ثم الغائها بعد فترة قصيرة الى جانب استقطاع جزء راتب كل عامل نظير بدل ثمن تصريح العمل. وأكد وجود استهداف للعمال العرب للاشتغال في المهن الشاقة في قطاعات البناء والتنظيف والزراعة واستغلالهم في الانشطة الخطرة ما يسبب اضرارا صحية عليهم. وفي الجولان السوري المحتل رصد التقرير عمليات نقل للتربة الغنية والصالحة للزراعة الى داخل اسرائيل وحرمان اهالي الجولان منها مثلما يحدث في منطقة (تل الفرس) وغيرها. وأكد التقرير قيام قوات الاحتلال الاسرائيلية بسرقة مياه الجولان المحتل من خلال حفر آبار ضخمة وبناء سدود ومشروعات مائية كبيرة تمنع المواطنين السوريين من استثمار مياه بحيرتي الجولان (طبريا) و(مسعدة). ورصد كذلك حرمان العمال السوريين في الجولان المحتل من كافة حقوقهم ومنحهم اقل الاجور وادناها في غياب جميع انواع الضمانات والحماية القانونية فضلا عن حرمانهم من تشكيل نقابات خاصة بهم واجبارهم على الانتساب الى اتحاد عمال اسرائيل. وقال المدير العام لمنظمة العمل العربية احمد لقمان في طرحه للتقرير "ان الحقائق الواردة فيه تضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته للمساهمة بجدية وفاعلية في تخفيف معاناة الشعوب العربية الواقعة تحت الاحتلال الاسرائيلي". وتأمل منظمة العمل العربية ان "يمثل هذا التقرير مرجعية استرشادية للوفود المشاركة في اعمال الدورة المئة لمنظمة العمل الدولية لما فيه من حقائق تم رصدها بحيادية وموضوعية في اطار متابعة التأثيرات السلبية للاستيطان الاستعماري والاحتلال الاسرائيلي".