بريطانيا - بقرارها القاضي ببناء 8 محطات نووية جديدة في أفق 2018 تكون بريطانيا قد اختارت النووي كطاقة مستقبلية بالرغم من كارثة فوكوشيما باليابان و المعارضة الشديدة للمدافعين عن البيئة و في الوقت الذي أصبحت فيه بلدان في أوروبا تتخلى عن هذا الخيار. فخلافا لسويسرا و ألمانيا اللتين تريدان غلق محطاتهما بعد حادثة اليابان أو إيطاليا التي صوتت مؤخرا ضد عودة النووي تبقي المملكة المتحدة منمسكة بإرادتها في استخلاف محطاتها بالرغم من حادثة فوكوشيما. و كشف كاتب الدولة للطاقة شارل هندري عن مشروع بناء 8 محطات نووية جديدة في أفق 2018 من شأنها إنتاج 16 جيغاواط و استحداث 5000 منصب شغل في القطاع. و على الصعيد الايكولوجي سيسمح النووي لبريطانيا ببلوغ أهداف تقليص انبعاثات الغازات ذات الاحتباس الحراري طبقا لتعليمات الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. و تفسر الحكومة البريطانية ذلك بأن "هناك احتمالات ضعيفة لوقوع تسونامي مماثل في بريطانيا التي تقع على بعد أكثر من 1600 كلم من أقرب خط صدع زلزالي". و مع ذلك قد يواجه مشروع بناء هذه المحطات النووية الجديدة معارضة شديدة من المناهضين للنووي في بريطانيا الذين يعتبرون أن حادثا نوويا قد يحدث بسبب ظاهرة طبيعية غير الزلزال. و بالتحديد في 30 جانفي 1607 غمرت المياه 500 كلم مربع من السواحل في بريطانيا مخلفة وفاة 2000 شخص اثر انهيار للتربة تحت البحر. و علل المناهضون للنووي بقولهم انه "في حالة وقوع ظاهرة مماثلة اليوم فسوف تدمر المحطات النووية و تعرض حياة آلاف السكان إلى خطر الإشعاعات" مؤكدين على اي كارثة ليست بالضرورة مرتبطة بهزة أرضية. و يشير هؤلاء إلى تهديد خطر النفايات النووية مؤكدين على أن "مسألة تخزين النفايات النووية لم تحل بعد في بريطانيا". كما أشاروا إلى "آثار الاورانيوم التي وجدت منذ أيام قرب المحطات الموجودة لاسيما محطة هنكلي مما زرع الشك ضمن السكان المحليين بشأن فعالية حماية المواقع حتى و أن كانت هذه الأخيرة طبيعية" حسب وكالة البيئة التي احتجت على تجاربها الجمعية المناهضة للنووي. أما الحجة الأخيرة المقدمة والتي لا تقل أهمية فتتعلق بكلفة الأشغال مقارنة بالطاقات المتجددة لاسيما خلال فترة تخفيض النفقات العمومية. و أكد الخبراء أن الطاقات المتجددة توفر 30 إلى 45 بالمائة من حاجيات المملكة المتحدة في حدود 2030. كما أن ادرج التكنولوجيات الحديثة لتطوير الطاقات المتجددة (طاقة الرياح و الطاقة الشمسية) من شانها جعل هذه الأخيرة أكثر جاذبية في المستقبل القريب "مع المزية الكبيرة المتمثلة في كونها لا تنضب و غير ملوثة للطبيعة".