الأمم المتحدة (نيويورك) - دعا وزير الخارجية، مراد مدلسي، يوم الجمعة بنيويورك دول مجموعة ال77 إلى العمل من أجل أن تؤخذ مصالحهم المشتركة بعين الاعتبار في إطار الحكامة العالمية الاقتصادية و المالية الجديدة. وفي مداخلته خلال أشغال الاجتماع الوزاري السنوي ال35 لمجموعة ال77 و الصين المنعقد في إطار الجمعية العامة ال66 للأمم المتحدة، أوضح السيد مدلسي أن الأحداث الأخيرة على الساحة الاقتصادية العالمية تبرز "عجز الهيئات و الآليات الراهنة على الوقاية من الأزمات الاقتصادية و المالية و على ضمان معالجة فعالة و دائمة". واعتبر أن الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش و تفاقم الأزمات البيئية و الغذائية "تبرز حجم التحديات التي لا يمكن مواجهتها سوى في إطار تعاون دولي مدعم".و أوصى الوزير بأن لا تتم معالجة الأزمة المالية الدولية على حساب المساعدات العمومية للتنمية التي تعتبر محل انتقاد العديد من دول مجموعة ال77. ومن جهة أخرى، أوضح السيد مدلسي أن المشاركة العادلة لدول ال77 يعيقها الانسداد الدائم لمسار الدوحة و استمرار العراقيل "التي تضر بمصالح المنتجين و المصدرين من دول المجموعة بآثار كارثية أحيانا لا سيما فيما يتعلق بقطاع الفلاحة". كما اعتبر أن تجاهل المفاوضات حول المناخ يعتبر "مصدر قلق" بالنسبة لدول مجموعة ال77 التي تتكبد آثار التغيرات المناخية و التي تعاني من تهديد استمرار حالة الانسداد الحالية. وفي سياق حديثه عن مدى تنفيذ الالتزامات التي تم اتخاذها منذ 11سنة في إعلان الألفية لا سيما درجة إنجاز أهداف الألفية للتنمية تأسف السيد مدلسي لكون النتائج "متواضعة" مما يدل على أهمية مكافحة الفقر و الجوع لتحسين صحة الأم و الطفل. و أكد السيد مدلسي على ضرورة بذل مزيد من الجهود بعد ندوة الأممالمتحدة حول البلدان الأقل تقدما المنعقدة في ماي الفارط بتركيا بغية الإستجابة بشكل مناسب لاحتياجات هذه الفئة التي تمثل عدد هام من البلدان الأعضاء في مجموعة ال77. وأصر وزير الشؤون الخارجية على ضرورة أن تواصل المساعدة القطاعية المستهدفة و ترقية الإستثمارات الموفرة لمناصب الشغل في استقطاب اهتمام المجموعة لتحقيق تقدم ملموس في افق 2015. و أكد في هذا الصدد أن هذه الجهود يجب أن تندرج في مسعى أكثر شمولية للتنمية المستديمة و هو ما تسعى مجموعة ال77 إلى ترقيته في إطار الأشغال التحضيرية لندوة الأممالمتحدة ال13 حول التنمية و التجارة التي ستعقد في أفريل 2012 و قمة ريو + 20 في جوان من نفس السنة. واعتبر السيد مدلسي أن الطاقات الهامة التي تتوفر عليها إفريقيا و أمريكا اللاتينية و آسيا و كذا الأداءات الإقتصادية المعتبرة التي حققتها في السنوات الأخيرة تجعل منها "أقطاب للنمو من شأنها أن تساهم في انتعاش مستديم للإقتصاد العالمي". وأضاف أن هذا لن يتحقق ما لم يتم الإعتراف بهم كشركاء حقيقيين في إطار حكامة اقتصادية عالمية مبتكرة و تعاون دولي من أجل تنمية متجددة. و ستتولي الجزائر في 2012 رئاسة مجموعة ال77 و الصين للمرة الثالثة بعد رئاستها لها سنتي 1981 و 1994. و تعد مجموع ال77 في الأممالمتحدة تحالف للبدان النامية تم إنشاؤها لترقية المصالح الإقتصادية الجماعية لأعضائها و خلق قدرة للتفاوض في الأممالمتحدة. و قد أنشئت هذه المجموعة التي تضم حاليا 131 بلدا عضوا سنة 1964 من قبل 77 بلدا.