عقد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أول أمس بنيويورك جلسة عمل مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية كريستوفر روس،وقد سمحت المحادثات التي جرت هذا الخميس على هامش الدورة ال 65 للجمعية العامة للأمم المتحدة للطرفين بتبادل وجهات النظر حول الوضع في الصحراء الغربية وآفاق البحث عن حل لهذه المسألة. ويأتي هذا اللقاء بين مدلسي وروس قبل المحادثات المباشرة المقبلة بين المغرب وجبهة البوليساريو. وكان المسؤول الأول عن الدبلوماسية الجزائرية مراد مدلسي قد أكد رغبة الجزائر في أن تكون قرارات الأممالمتحدة بشأن مكافحة الإرهاب فعالة للتوصل إلى تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية. وجدد مدلسي في حوار خص به القناة الإذاعية الأولى، مطالبة الجزائر بتوسيع الإطار القانوني للقرار 1/9/04 الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول تجريم الفدية حتى يكون إلزاميا بالنسبة للدول التي تخل بالتزاماتها تجاه مكافحة الإرهاب. وبخصوص ضرورة إيفاء الدول الغنية بالتزاماتها تجاه الدول الفقيرة، دعا مدلسي إلى ضرورة عدم تقديم الوعود وانتهاج آليات دقيقة للعمل بصفة شفافة والإطلاع بوضوح على الإعانات التي قدمتها كل دولة. وطالب وزير الشؤون الخارجية في ذات السياق أن تقدم الدول الغنية أرقاما واضحة لنسبة الإعانة للتمكن من مرافقة الدول النامية والفقيرة من أجل تحقيق التنمية. وقد قدم وزير الشؤون الخارجية مدلسي مساء الأربعاء بنيويورك حصيلة إنجازات الجزائر في إطار أهداف الألفية من أجل التنمية واقترح مناهج أخرى لتحسين نتائج البلدان النامية في هذا الالتزام العالمي بمكافحة الفقر. وفي مداخلته خلال الجلسة الأخيرة للقمة حول أهداف الألفية من أجل التنمية التي عقدت في إطار الدورة ال 65 للجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة أوضح الوزير أن الجزائر تلتزم بعزم بتحقيق أهداف الألفية من اجل التنمية من خلال إدراج التنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن محور برنامج الاستثمار الجديد 2010-2014. ويرى الوزير أن هذا التباطؤ يعود بالدرجة الأولى إلى الأزمات الغذائية و الاقتصادية والمناخية التي أدت إلى انخفاض محسوس في الطلب الخارجي على منتوجاتها الموجهة للتصدير وتقلص المساعدة العمومية للتنمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة. وأوضح مدلسي أن ذلك هو حال بلدان القارة الإفريقية خاصة التي كرست جهودا كبيرة في متابعة أهداف الألفية من أجل التنمية، مذكرا أنه منذ أسابيع شكلت مسألة إنجاز أهداف الألفية من أجل التنمية في مجال صحة الأمهات والأطفال محور نقاشات قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة في كامبلا. وسجل مدلسي أن البلدان الإفريقية تعترف أن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الشعوب الإفريقية كما تم توضيح ذلك بجلاء خلال المصادقة على مبادرة الشراكة الجديدة من اجل التنمية في إفريقيا. وأوضح الوزير في هذاالصدد أن " كل تفكير حول عملنا المستقبلي يجب حسب اعتقادي أن يأخذ في الحسبان عنصرين هامين. يتعلق الأمر بالقضاء على الفقر والجوع الذي يشكل الهدف الرئيس للألفية والذي يتوقف عليه بشكل كبير تجسيد الأهداف الأخرى". وأضاف أن ضرورة القضاء على الفقر والجوع في العالم تجعل من تعبئة الموارد خاصة منها المالية ضمن محور كل عمل يرمي إلى تجسيد أهداف الألفية من أجل التنمية. وبهذا الشأن قدم رئيس الدبلوماسية الجزائرية أمام منظمة الأممالمتحدة اقتراحات حول العمل المستقبلي في إطار تحسين نتائج البلدان النامية في مجال تحقيق هذه الأهداف. وفي هذا الصدد اقترح رفع المساعدة العمومية للتنمية طبقا للالتزامات الدولية التي تم اتخاذها لاسيما ضمن مجموعة ال8 بسبب الدور الرئيسي الذي تلعبه هذه المساعدة بالنسبة للكثير من البلدان في مجال الحد من نسبة الفقر. كما أوصى الوزير بتقديم مهلة لتسديد ديون البلدان النامية التي تواجه صعوبات قصد إكمال المبادرات المتعددة الأطراف أو الثنائية التي تم تبنيها إلى حد الآن إلغاء أو تخفيف عبئ ديون البلدان الأكثر حرمانا. واقترح مدلسي أن تشجع البلدان المصنعة ارتفاع تدفقات الاستثمار المباشر في اتجاه البلدان الأكثر حرمانا و تحسين دخول المنتوجات التي تصدرها البلدان النامية إلى أسواق البلدان المتقدمة.