عنابة - اعتبر ولاة خمس ولايات من شرق الوطن يوم الثلاثاء بعنابة أن تجربة الجماعات المحلية في قيادة مختلف برامج التنمية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لانجاح الجهد الوطني لتحسين ظروف معيشة المواطنين. و أكد ولاة كل من عنابة و تبسة و سوق اهراس و الطارف لدى تدخلهم خلال لقاء تشاوري حول التنمية المحلية بحضور وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي على ضرورة استغلال التجربة الهامة المكتسبة من طرف الجماعات المحلية لتفادي السقوط في نفس الأخطاء المرتكبة في الماضي. و أبرز والي سوق اهراس ضرورة إنشاء فضاءات تشاور و تبادل بين الجماعات المحلية لمختلف مناطق الوطن من اجل استغلال التجربة المكتسبة و تعميمها. و من جهته أوصى رئيس الهيئة التنفيذية لولاية قالمة بإنشاء مراكز تكوين ينشطها موظفون و ممثلون عن الجماعات المحلية ذوي تجربة من اجل نقل المهارة في تسيير البرامج الإنمائية. و طلبوا من جهة أخرى تشجيع الاستثمار العمومي و الخاص.و حسب بعض هؤلاء الولاة يعتبر غياب مكاتب دراسات وطنية متعددة التخصصات كفيلة بمتابعة الإنجازات قبل و بعد مباشرتها و كذا نقص التنسيق من اجل تنفيذ برامج تنموية من بين الصعوبات التي تمت مواجهتها خلال تنفيذ برامج التنمية السابقة. و اعتبروا من جهة أخرى أن التنمية المحلية تتطلب تعزيز الامكانيات المالية و البشرية للبلديات التي تجد البعض منها "صعوبة في دفع أجور موظفيها". كما أوصوا باتخاذ إجراءات من اجل ضمان متابعة مراقبة الإنجازات و استحداث فروع جهوية للجنة الوطنية للصفقات العمومية و توسيع صلاحيات الوالي في مجال الاستثمار. و اعتبر والي عنابة أن "مراجعة إجراءات ابرام الصفقات التي يجب أن تتم في الشفافية أضحت ضرورية". و حسب الولاة فان الميزانية المخصصة للولاة يجب أن تكون شاملة و مهمة من اجل تمكين الهيئة التنفيذية من توزيعها حسب الأولويات و إعادة ضخ الأرصدة الباقية في التنمية المحلية عوض إعادتها في نهاية السنة للخزينة العمومية مثلما هو الحال حاليا. و أبدى المتدخلون من جهة أخرى إرادة قوية في مواصلة تنمية المناطق الريفية قصد الحد من ظاهرة النزوح الريفي. و على صعيد آخر اعتبر المتدخلون أن إنشاء فضاءات التشاور و التبادل يساهم في تعزيز العلاقة بين المجتمع المدني و الإدارة داعين إلى إعادة بعث الحركة الجمعوية المحلية لجعلها قوة اقتراح. و أوضح رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد صغير باباس انه "تم تحديد خريطة طريق للمراحل المقبلة من هذه المشاورات" مضيفا أن هذا العمل (المشاورات الوطنية) يتمثل خاصة في تغيير العقليات و وضع الحكم الراشد. و قال باباس "يجب أن تحضروا أنفسكم للقاءات الإقليمية التي ستجري في شكل ورشات. و تتمثل مشاركتكم في هذا العمل في تحديد العراقيل الحقيقية للتنمية المحلية و اقتراح البدائل و الحلول". و تندرج زيارة وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي التي تدوم يومين بعنابة في إطار جولة بوشرت يوم 5 سبتمبر الماضي. و لحد الآن تم تنظيم 11 لقاء تشاوريا خصوا أكثر من عشرين ولاية من جنوب و شرق و غرب الوطن. و ستعنى ولايات أخرى بهذه الجولة التي تعد مرحلة تحضيرية لست لقاءات جهوية لتتوج بجلسات وطنية حول التنمية المحلية مزمع تنظيمها يوم 22 ديسمبر المقبل بالجزائر العاصمة. و ستدرج أرضية التوصيات التي ستنبثق عن هذه الجلسات الوطنية في برنامج وطني للإصلاح.