الجزائر - تجري اليوم الأحد المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" وسط خيبة أمل فلسطينية باعتبار الصفقة لا ترقى لطموحات الشعب وتستثني في قائمتها أسرى وفئات كثيرة تصارع ويلات القهر بسجون الاحتلال. فمن المقرر أن تطلق إسرائيل مساء اليوم سراح 550 أسيرا فلسطينيا تنفيذا للمرحلة الثانية من صفقة التبادل بينها وبين وحماس التي افرج بموجبها عن الجندي جلعاد شاليط في المرحلة الأولى . ووصفت السلطة الفلسطينية العملية التي أعدت قائمتها إسرائيل لمفردها دون التفاوض مع أي طرفبأنها "شكلية" كونها تضم 70 بالمائة من المفرج عنهم أسرى أوشكوا على إنهاء فترة محكومياتهم. كما انتقدت السلطة الفلسطينية الدفعة لأنها استثنت الأسرى المرضى والقدامى الذين تجاوزت محكومياتهم 20 عاما وخمس أسيرات من بينهن ثلاث من عرب الداخل. وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين عيسى قراقع أن الأسرى المرضى المقيمين في مستشفى سجن الرملة الإسرائيلي مصابون بخيبة أمل كبيرة خاصة وأنهم سمعوا الكثير من التصريحات التي أكدت أولوية الإفراج عنهم. وحسب مصادر سياسية إسرائيلية فأن الصفقة لا تشمل أيا من أفراد حماس بل ينتمي جميع المفرج عنهم إلى فتح أو فصائل فلسطينية مثل الجبهة الشعبية والديمقراطية وأوضحت أن حوالي 400 من الأسرى المشمولين في الصفقة قضوا ثلثي فترات محكومياتهم على الأقل. وحسب نفس المصدر، فان 40 اسيرا سيعودون إلى قطاع غزة واثنين إلى القدسالشرقية بينهم صلاح حمورى واثنين إلى الأردن والبقية إلى الضفة الغربية. وتمهيدا لاطلاق سراحهم جرى تجميع المفرج عنهم في معتقلات (عوفر - هشارون -إيشل) قبل أن يتوجهوا إلى إلى مقر المقاطعة حيث يستقبلهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق اليوم. ودعت حركة "حماس" اليوم جماهير الشعب الفلسطيني إلى مشاركة واسعة في استقبال الأسرى المحررين والمشاركة في كافة الفعاليات التي ستنظم لاستقبالهم والاحتفال بهم في مختلف المدن والقرى والمخيمات. وقالت الحركة في بيان اليوم أن هذه الاحتفالات هي تأكيد على وحدة الشعب الفلسطيني ووفاء للأسرى الأحرار و هي تتويج لفرحة الانتصار ومبايعة للمقاومة وترحيب بأبطال شعبنا الذين سيعانقون الحرية. وكانت حركة "حماس" قد وقعت شهر نوفمبر الماضي صفقة مع الجانب الإسرائيلي والتي تضمنت اطلاق سراح 1027 أسيرة واسيرا فلسطينيا مقابل اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وجرى تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة في 18 أكتوبر برعاية مصرية الإفراج عن شاليط مقابل 477 اسيرا فلسطينيا من بينهم 27 امرأة. وتم الاتفاق على تنفيذ المرحلة الثانية من هذا الاتفاق بعد شهرين من موعد تنفيذ المرحلة الأولى بإفراج إسرائيل عن 550 أسيرا. وفي الوقت الذي يجري فيه العمل لاطلاق سراح هؤلاء الاسرى الفلسطينيين يلقى فلسطينيون أخرون مصيرا مغايرا حيث أكدت إحصائية فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي صعدت من حملات الاعتقال بحق الفلسطينيين في محافظات الضفة الغربية خلال الأيام الأخيرة. واشارت الاحصائية إلى اعتقال 50 من بينهم احد نواب المجلس التشريعي ومسؤول حكومي سابق وسبعة من المفرج عنهم مؤخرا من سجون السلطة الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي. ورصدت الإحصائية التي أصدرتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن بين المعتقلين النائب في المجلس التشريعي عن محافظة رام الله أيمن ضراغمة عن كتلة "التغيير والإصلاح" إضافة إلى اعتقال عزيز كايد من مدينة رام الله والذي شغل منصب نائب الأمين العام لمجلس الوزراء في حكومة "حماس" العاشرة التي ترأسها إسماعيل هنية عام 2006.