وهران - تزدان رفوف أسواق وهران منذ أكثر من عشرة أيام بمختلف أشكال الفواكه الجافة والحلويات استعدادا للاحتفال ب "يناير" رأس السنة الأمازيغية 2962 الموافق ل13 جانفي من كل سنة. ولا يكاد سوق بعاصمة الغرب الجزائري يخلو من تلك الرفوف التي لا يبخل الباعة في تزيينها بالشرائط الملونة ومعلقات توحي أن المدينة تستعد للاحتفال. وجرت العادة لدى العائلات الوهرانية باقتناء مختلف أنواع الفواكه الجافة من لوز وجوز وبندق إضافة إلى الحلويات والشوكولاطة لجعل الاحتفال يصنع الفرحة في أوساط أطفال العائلة خاصة من يحتفل بعيد يناير للمرة الأولى إذ يوضع الصبي في قفة كبيرة من القش وتذر عليه العائلة بالحلوى والفواكه الجافة. وفسرت خالتي خيرة التي لا تفوت هي وأبناءها وأحفادها الاحتفال بيناير كل سنة بأن الحلويات والفواكه الجافة فأل "حتى يكون الصبي (أو الصبية) قوي كالقشر الخشبي للوز والجوز وأن تحلو أيامه كالسكر الموجود في الحلويات". ويعد "الشرشم" المعد بمختلف أنواع البقول الجافة كالحمص والفول الجاف وكذا القمح من الأطباق التي لا تستغني العائلات الوهرانية عن إعداده ليلة الاحتفال بيناير. ويذكر عمي داود ذو السبعين عقدا أن تحضير هذا الشرشم يرجع إلى أن "يناير" يصادف أول يوم في الرزنامة الزراعية التي كان يعتمد عليها أمازيغ الشمال الإفريقي في احتساب الأيام والفصول بحيث كانوا آنذاك "يحضرون أطباقا بمختلف البقول استبشارا بموسم زراعي وفير". ورغم أن الكثير من عادات الاحتفال بهذا العيد لا تزال قائمة إلى اليوم إلا أن الكثير منه لم تعد الأجيال الحالية تتذكره مثل "الزوادة" وهي أكياس صغيرة من القماش تخيطها الأمهات خصيصا للمناسبة وتملأها بالفواكه الجافة والحلويات وتوزعها بعد العشاء على الأطفال الذين يتسابقون في المحافظة على "مؤونتهم" أطول مدة ممكنة.