تدخل الجيش المصري بمنطقة وزراة الدفاع المصرية في محيط القاهرة التي تشهد توترات كبيرة اثر ازدياد حدة الاشتباكات المواصلة بين معتصمين بميدان العباسية وعناصر مجهولة الهوية حيث وصل عدد الوفيات حسب وزارة الصحة المصرية إلى 9 قتلى واكثر من 49 مصابا. وصرح مسؤول للمستشفى الميداني لمعتصمي مقر وزراة الدفاع طارق سعيد للصحافة أن الحصيلة الأخيرة للاشتباكات قد ارتفعت إلى 11 قتيلا سقطوا اليوم واصابة 150 اخرين من بينهم 6 مصابين بانفجار فى العين بسبب طلقات نارية مشيرا إلى أنه يتم نقل المصابين بحالات حرجة إلى المستشفيات المجاورة. وذكرت مصادر صحفية ان قوات من الشرطة العسكرية و الامن وصلت إلي منطقة الأحداث بميدان العباسية وقامت بعمل حواجز بين الطرفين لوقف الاشتباكات كما بدأت قوات تابعة للجيش فى التحرك إلى منطقة الاحداث لاحتواء الوضع. وكان ميدان العباسية والمناطق المحيطة بوزراة الدفاع المصرية بالقاهرة قد شهدت منذ ليلية الجمعة إلى السبت اعتصامات يشارك فيها ناشطون من التيار الاسلامي وعلى راسهم السلفيون المناصرون للمرشح المستبعد من الرئاسيات صلاح حازم ابو اسماعيل وكذا عدد من ناشطي حركات شباب الثورة للمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين في الاجال المحددة في اخر جوان القادم واقالة لجنة مراقبة الانتخابات الرئاسية ومنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات في اشارة إلى المرشح احمد شفيق الذي اعيد إلى السباق الانتخابي بعد استبعاده بموجب قانون العزل السياسي. وكان المجلس العسكري عقد صباح اليوم اجتماعا طارئا مع الاحزاب السياسية لبحث تطورات الوضع امام وزارة الدفاع وكذا بحث ازمة تشكيل الجمعية التاسيسية لاعداد الدستور وتداعيات قرار مجلس الشعب تعليق جلساته احتجاجا على عدم اقالة الحكومة. و قد أعلن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين واقوى الاحزاب في مصر مقاطعته لهذا الاجتماع احتجاجا على أحداث العباسية والاعتداء على المعتصمين فيما أعلنت حملة محمد مرسي المرشح لرئاسيات عن هذا الحزب تعليق أنشطتها يومين حدادا على قتلى اعتصام العباسية. ومن جهته أعلن حزب "البناء والتنمية" الذراع السياسية للجماعة الإسلامية احد اقوى الاحزاب السلفية الممثلة في البرلمان المصري بعد حزب" النور" عدم مشاركته فى اجتماع المجلس العسكرى احتجاجا على تدهور الأوضاع فى محيط وزارة الدفاع. وحمل الحزب فى بيان له المجلس العسكرى مسئولية ما يحدث من "إراقة الدماء واللجوء للقوة فى فض الاعتصام.. سواء بطريقة مباشرة من قبل الشرطة العسكرية أو باستخدام بعض البلطجية". وطالب محمد البرادعي رئيس حزب الدستور و المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية المجلس العسكرى والحكومة بالرحيل ل"عجزهما عن توفير الأمن". وعلى صعيد اخر اعلن العديد من المرشحين للانتخابات الرئاسية في مصر تعليق حملاتهم الانتخابية احتجاجا على احداث وزارة الدفاع وحدادا على سقوط العشرات من القتلى . وفي هذا الصدد اعلن المرشح عبد المنعم ابو الفتوح المنتمي للتيار الاسلامي عن تعليق حملته الانتخابية اليوم وحتى اشعار اخر احتجاجا على الاسلوب الذي تتعامل به السلطات مع الاحتجاج المناهض للمجلس العسكري. ومن جهته اكد سليم العوا فى بيان له أن ما يحدث الآن فى العباسية هو محاولة أخرى لجر البلاد إلى فتنة أو حرب أهلية يخطط لها ويديرها جماعات وأشخاص لهم مصالح خبيثة . اما المرشح أبو العز الحريرى فقد حذر من ان استمرار الاشتباكات ربما تؤدى إلى اقتحام مبنى وزارة الدفاع وحينها قد يلجأ الجيش إلى الانقلاب العسكرى لتأمين نفسه فضلا عن سقوط اعداد كبيرة من الضحايا. ودعا كل مرشحى الرئاسة إلى اجتماع عاجل من أجل الاتفاق على موقف واحد للخروج من الأزمة.