يحتفل اليمن اليوم الثلاثاء بالذكرى ال22 لتحقيق الوحدة بين شطريه بطعم مغاير هذه السنة خلفته العملية الارهابية التي هزت العاصمة صنعاء يوم الاثنين وأودت بحياة مئات القتلى والجرحى والتي زادت من اصرار القيادة الجديدة على المضي قدما في الحرب على الإرهاب لغاية استئصاله. ويحيي الشعب اليمني الذكرى ال22 للوحدة في ظل حكم الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي ووسط أمال في تخطي تحديات المرحلة الانتقالية التي يمر بها اليمن والتي تحضى بدعم دولي كبير. تجدر الاشارة الى أن الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن سيعقد غدا الاربعاء بالعاصمة السعودية الرياض. وتعرضت تدريبات عسكرية يوم الاثنين لهجوم انتحاري تبناه (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) جناح القاعدة باليمن بميدان السبعين بصنعاء أسفر عن سقوط 69 قتيلا و اصابة قرابة 300 بجروح الا ان ذلك لم يمنع من اجراء الاستعراضات اليوم بحضور الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مع تحويل مكان الاحتفال. وذكر التلفزين اليمني ان كتيبة تابعة للأمن المركزي تعرض أفرادها يوم أمس لجروح اصرت على المشاركة في العرض العسكري اليوم مشيرا الى انه تم تحويل مكان الاحتفال الذي كان مقررا ان يقام في ميدان السبعين مكان وقوع الحادث إلى " ساحة العروض" بكلية الدفاع والطيران بالعاصمة صنعاء. وفي خطاب القاه عشية الاحتفال بالذكرى أكد الرئيس اليمني ان "الحرب على الإرهاب سوف تستمر حتى يتم استئصاله والقضاء عليه نهائيا مهما كانت التضحيات". وادانت العديد من الاوساط السياسية والحزبية اليمنية الجريمة التي ارتكبت امس بحق ابناء الشعب اليمني واعتبرتها أحزاب التحالف الوطني "مجزرة وحشية تشمئز لها الأبدان وفعل إرهابي جبان". بدورها حملت قيادة أنصار الثورة الشبابية الشعبية السلمية ما وصفتها بالعناصر الإجرامية والداعمين لها مسئولية الحادث وطالبت الأجهزة المختصة بسرعة التحقيق لكشف ملابسات هذه الجريمة الشنعاء ومحاسبة مرتكبيها . كما أثارت العملية الانتحارية بصنعاء ادانة واسعة خارج اليمن حيث اكدت العديد من الدول والمنظمات الدولية تمسكها بوحدة اليمن واستقراره وعزمها الاستمرار في التعاون مع الحكومة اليمنية لكبح جماح القاعدة والارهاب في هذا البلد. فقد أدانت الجامعة العربية على لسان أمينها العام نبيل العربي التفجير الانتحاري واكدت ان "هناك من يحاول عرقلة الجهود العربية والدولية المبذولة لمساعدة اليمنيين على تجاوز تحديات المرحلة الانتقالية التي تمر بها اليمن". وشدد العربي على أهمية تضافر كل الجهود من أجل حماية مسيرة الاستقرار وإعادة البناء في اليمن. كما أدان جريمة استهداف افراد من القوات المسلحة فى اليمن أمس الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي أكد رفضه استخدام العنف بجميع أشكاله ومظاهره ودعا جميع الأطراف اليمنية إلى العمل على "لعب دور أساسي في تنفيذ اتفاقية الانتقال السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة". من جهته أدان مجلس الأمن الدولي الهجوم الانتحاري وقال في بيان له "ان الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل أحد التهديدات الخطيرة للأمن والسلم الدوليين وأن أي عمل إرهابي إجرامي وغير مبرر بصرف النظر عن دوافعه ومن ارتكبه وأينما ارتكب مرفوض". وبأشد العبارات ندد الاتحاد الاوروبي بالهجوم الإرهابي الذي استهدف أفرادا من القوات المسلحة في صنعاء ووصفه بأنه "فضيع ووحشي". وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون انها تدين بشدة هذه الجريمة وتعرب عن قلقها تجاه كافة المحاولات الهادفة زعزعة استقرار اليمن وان على كافة الأطراف التقيد ببنود مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها. وأضافت اشتون في بيان لها أن الاتحاد الأوروبي يضل ملتزما بمساعدة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ودراسة كافة الخيارات للمواجهة الأطراف التي لا تزال تصر على تقويض عملية الانتقال السياسي في اليمن. من ناحيته اكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يدين الهجوم الانتحاري أن بلاده ستواصل العمل مع الحكومة اليمنية لتحديد قيادة تنظيم القاعدة فى اليمن و محاولة كبح جماحهم مبديا قلق الولاياتالمتحدة من استفحال نشاط تنظيم"القاعدة" في هذا البلد. وأضاف الرئيس أوباما في تصريح للصحفيين في شيكاغوفي ختام قمة الحلف الأطلسي " نحن قلقون جدا من نشاط القاعدة ونشاط المتطرفين في اليمن.. هناك تطور إيجابي وانتقال سلمي نسبي حدث في اليمن.. ونحن نشارك دبلوماسيا جنبا إلى جنب مع جيران اليمن للمساعدة على الوصول إلى انتقال سياسي ولكن العمل لم ينجز بعد". واعلن (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب) جناح القاعدة في اليمن مسؤوليته عن الحادث وقال ان احد عناصره التي تنتسب للجيش فجر نفسه بحزام ناسف شديد القوة ردا على ما اسماه "بالحرب الامريكية على اتباع القاعدة". و بدورها أعربت تركيا عن قناعتها بان "اليمن لن يسمح لمثل هذه الافعال الشنيعة بوقف العملية السياسية نحو الانتقال السلمي للسلطة كما لن يسمح بتعكير صفو السلام في ربوعه".