الجزائر - شهدت الساحة اليمنية يوم الثلاثاء مواجهات جديدة بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية أسفرت عن قتلى و جرحى فيما أعلن عن مسيرة "مليونية" في صنعاء للمطالبة بعدم عودة الرئيس عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية مع تواصل الدعوات الدولية لتفعيل الحوار ضمن المبادرة الخليجية. وقد أعلن أحد قادة المتظاهرين المناهضين للنظام وسيم القرشي أن مسيرة "مليونية" ستنطلق بعد ظهر اليوم من ساحة التغيير في العاصمة صنعاء للمطالبة بعدم عودة الرئيس على عبد الله صالح الذي يتلقى العلاج في السعودية اثر اصابته بقصف استهدف القصر الرئاسي الجمعة الماضي. وقال المصدر أن "شباب التغيير أعلنوا ولادة اليمن الجديد عندما غادر الرئيس صالح مطار صنعاء الى السعودية وبعد سماعهم ما أعلنه النظام من عودة الرئيس السابق خلال الأيام المقبلة قرروا القيام بمظاهرات مليونية". وأضاف أن الغرض من ذلك "ايصال صوت الشباب الى المجتمع الدولي وخصوصا دول الخليج ليمارسوا الصغوط على الرئيس السابق حتى لا يعود الى السلطة. أما اذا أراد العودة فليكن ذلك كمواطن فقط". ومن جهته أكد المتحدث باسم المعارضة اليمنية محمد قحطان في تصريحات صحفية أن المعارضة ستعمل بكل قوتها لمنع الرئيس صالح من العودة معتبرا مغادرته البلاد قصد العلاج "بداية النهاية". كما دعت اللجنة التنظيمية شباب الثورة المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء كافة القوى الوطنية والأطياف السياسية للبدء بتشكيل مجلس رئاسي مؤقت يمثل كافة القوى الوطنية ويتولى تكليف حكومة كفاءات لإدارة المرحلة الانتقالية. وعلى الصعيد الميداني وفي وقت تشهد فيه العاصمة صنعاء هدوءا مشوبا بالحذر أعلن عن مقتل 15 شخصا من بينهم تسعة عسكريين في مواجهات ليلة الاثنين الثلاثاء في مواجهات مع عناصر تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار جنوب اليمن. ونقلت وكالات الانباء عن مصدر أمني قوله إن "مواجهات عنيفة وقعت بين أفراد الجيش ومسلحي القاعدة في منطقة المطلع والكود جنوب زنجبار عندما تقدمت الوحدات نحو المدينة لاقتحامها". كما أصيب عشرات الاشخاص في هجمات وكمائن نفذها مسلحون على مشارف مدينة "زنجبار" بعد أن كانت قوات الجيش والأمن قد تقدمت إلى مشارف المدينة وتمركزت وحدات عسكرية بالقرب من ملعب 22 ماي. وقالت مصادر السلطة المحلية بمحافظة "أبين" الجنوبية في بيان صحفي إن مسلحي تنظيم القاعدة شنوا هجمات ونصبوا كمائن متفرقة لقوات الجيش الليلة الماضية مما أسفر عن مقتل 10 جنود. ولقي ثلاثون مسلحا من تنظيم "القاعدة" في محافظة أبين مصرعهم في عملية عسكرية لتطهير مدينة زنجبار من عناصر التنظيم اللذين استولوا على المدينة منتصف ماي الماضي حسبما أكدت وزارة الدفاع اليمنية اليوم. ومن ناحية اخرى قال الشيخ حمود سعيد المخلافي شيخ مشايخ محافظة "تعز" الجنوبية اليوم أن مسلحين تابعين للمعارضة سيطروا على المدينة اليوم بعد مواجهات مع القوات الحكومية. وكانت مسيرة حاشدة ضمت آلاف المواطنين بمحافظة تعز طوال يوم أمس قد طالبت في شعاراتها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي - الذى يدير شؤون البلاد حاليا في غياب الرئيس علي عبد الله صالح- بإيقاف ما وصفوه ب"عدوان قوات الحرس والأمن على أبناء تعز والاستمرار فى سفك دماء المدنيين وقصف المدينة وساحات الاعتصام بشكل عشوائي". وفي خضم تأزم الموقف باليمن تعكف لجنة عسكرية يمنية على الاشراف على إزالة كافة الاستحداثات الامنية والعسكرية من منطقة الحصبة بصنعاء وبدء تنفيذ الهدنة مع آل الأحمر. وعن الدعوات الدولية إلى مختلف الأطراف اليمنية لتحكيم العقل قصد الخروج بالبلاد من دوامة العنف خاصة بعد عدم التوقيع على المبادرة الخليجية التي تظل الحل الأكثر واقعية لإنهاء الازمة. وأكد مجلس الوزراء السعودي استمرار المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في بذل كل ما من شأنه مساعدة اليمن في التوصل إلى حل سلمي يوقف هذا الاقتتال ويحقق المصالح العليا ويحول دون تدهور الوضع. و أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان صحفي أن الظروف الصعبة التي يعيشها اليمن هذه الأيام تستدعي من جميع الأطراف في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى التحلي بالحكمة والعمل سويا على الوقف التام لإطلاق النار حقنا للدماء والتمسك بالوحدة الوطنية". وفي نفس الاطار طالبت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في بيان مشترك مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورؤساء وزراء بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا الأطراف اليمنية الاستجابة لمناشدة العاهل السعودي بوقف إطلاق النار والسعي للمصالحة الوطنية. وحث هؤلاء القادة في هذا البيان المشترك الشعب اليمني على العودة إلى الحوار الوطني ضمن إطار المبادرة الخليجية بقولهم " ندعو اليمنيين بروح من الوحدة الوطنية والحوار كي يجدوا سريعا طريق المصالحة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي التي ندعم بنودها بدون أية قيود ليختار الشعب اليمني ديمقراطيا حكومته". وتلقى عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية اليمنية اليوم اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عبر فيه عن التضامن الكامل والدعم لأمن واستقرار ووحدة اليمن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" أن كاميرون قال خلال الاتصال الهاتفي "نؤيد إجراءاتكم لوقف إطلاق النار في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات محل التوتر من أجل تثبيت الأمن والاستقرار".