أشرف وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات جمال ولد عباس يوم الخميس ببسكرة على تدشين أول مركز نموذجي على المستوى الوطني للتكفل بسرطان الثدي. و أبرز ولد عباس الذي يشغل أيضا وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالنيابة أن "خصوصية" هذا المركز تتمثل في أن مهمته لا تقتصر على الكشف عن داء سرطان الثدي فحسب "بل تمتد لتشمل أيضا العلاج والمتابعة الطبية" في نفس الوقت. و يتوفر هذا المركز الموجود داخل عيادة الولادة بمدينة بسكرة على تجهيزات و وسائل العمل اللازمة منها أجهزة للفحص الطبي متطورة إلى جانب فضاءات الاستقبال وأدوات التمريض والعلاج و وسائل إجراء العمليات الجراحية وفقا للشروح التي قدمت للوزير بعين المكان و ذلك خلال زيارة عمل قام بها إلى هذه الولاية. ويسهر على تأطير هذا المركز مجموعة من الطاقات البشرية المؤهلة من السلك الطبي وشبه الطبي الذين استفادوا جميعا من "تكوين نوعي" على أيدي أساتذة من مركز بيار وماري كوري لمكافحة السرطان بالجزائر العاصمة حسب ما أفاد به وزير الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات. وتم بالمناسبة إجراء بجناح العمليات الجراحية لهذا المركز عملية جراحية ناجحة لسيدة بالغة من العمر 70 سنة لأجل استئصال ورم سرطاني من ثديها حضر جانبا منها جمال ولد عباس قبل تفقده بإحدى الغرف حالتي سيدتين بعد خضوعهما لعمليتين جراحيتين مماثلتين. وأوضح الوزير أن سياسة قطاع الصحة و السكان و إصلاح المستشفيات مبنية على "عدم وجود سرعتين مزدوجتين في الطب" في اشارة منه الى "حق جميع المواطنين" عبر كافة مناطق الوطن في "الحصول على العلاج بنفس المواصفات النوعية". وأفاد ولد عباس على هامش هذه الزيارة التي دامت يوما واحدا في معرض رده عن سؤال صحفي حول "ندرة بعض اللقاحات على المستوى المحلي" أن المشكلة متعلقة ب"التوزيع والتنظيم وليست مشكلة ندرة بتاتا" مشيرا أن كلفة استيراد اللقاحات بلغ 30 مليون دولار سنة 2012 مقابل 26 مليون دولار في 2011. وقال الوزير " لسوء الحظ أن بعض المسؤولين لا يؤدون الدور المنوط بهم كما ينبغي " مذكرا بأن الوزارة قامت قبل شهرين بمعاقبة 46 مديرا لمؤسسات استشفائية عبر التراب الوطني على خلفية "عدم إرسالهم للوزارة احتياجاتهم من الأدوية التي يطلبها القطاع" مضيفا أن المواطنين "يعانون رغم أن الدولة وفرت كل الامكانات". وجدد الوزير حرصه على "التصدي للفساد في مجال استيراد الأدوية" خاصة في "تضخيم الفواتير" و"تحويل أموال الدولة بصفة غير قانونية "مبرزا أنه تم اقتصاد ما قيمته 153 مليون دولار في ما يخص مكافحة تضخيم الفواتير من طرف بعض المستوردين هذا العام. وطمأن ولد عباس من ناحية أخرى أن الموارد البشرية في قطاع الصحة "تتمتع بكل حقوقها "من خلال المصادقة على 16 مرسوما خاصا بالقطاع مشيرا في هذا الصدد أن بعض الرواتب تضاعفت من مرتين إلى ثلاث مرات بالنسبة لسلك الأطباء و كذا الأعوان في شبه الطبي. وكان الوزير لدى معاينته لمختلف أجنحة المركز النموذجي للتكفل بسرطان الثدي سجل أن هذا المركز بدخوله حيز النشاط الفعلي من الآن فصاعدا يسمح بالقيام "بجميع مراحل التكفل بمريضات سرطان الثدي" مشيرا إلى "تعميم" هذا النمط من المراكز تدريجيا عبر التراب الوطني.