تسلمت الجهات المسؤولة ملفات مستوردي الدواء الذين عمدوا إلى تضخيم فواتير الاستيراد، بتزويرها، حيث توعد السيد جمال ولد عباس وزير الصحة وإصلاح المستشفيات بمعاقبة هؤلاء المستوردين الذين ضخموا فواتير استيراد 38 دواء خلال السنة المنصرمة وصلت قيمتها المالية إلى 94 مليون دولار. وكشف السيد ولد عباس أن هؤلاء المستوردين عمدوا إلى تضخيم سعر الأدوية التي يستوردونها من الخارج لتسويقها بأسعار خيالية بإضافة مئات الدينارات، حيث بينت تقديرات السنة الحالية أن هذه الفواتير المضخمة كانت ستبلغ 153 مليون دولار، وهو رقم مرتفع مقارنة بالسنة الماضية، حسب الوزير الذي تحدث في تصريح للصحافة على هامش الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية لنواب المجلس الشعبي الوطني، أول أمس، دون أن يحدد نوع الأدوية التي كانت عرضة لهذا التضخيم الذي رفع حجم فاتورة الاستيراد بالرغم من التقليص من قائمة الأدوية الممنوعة من الاستيراد والتي تنتج محليا. وقد حولت ملفات هؤلاء المخالفين لمصالح التجارة، والمالية، والجمارك للنظر فيها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبتهم بتهمة تضخيم الفواتير على حساب الأموال العمومية. وفي هذا السياق، أكد الوزير أنه تم اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء نهائيا على ندرة الأدوية التي عانى منها بعض المرضى، من خلال توفير الكميات اللازمة من مخزون أدوية الأمراض المزمنة وغيرها. وفي رده على سؤال لأحد النواب توقف السيد ولد عباس عند ما أسماه بانخفاض معدل وفيات الرضع عند الولادة، بحيث انتقل هذا المعدل من 29 إلى22 وفاة لكل ألف ولادة حية، مشيرا إلى أن هذا الرقم يعد منخفضا عن المستوى الذي حددته منظمة الصحة العالمية والمقدر ب25 لكل ألف ولادة حية. كما أشار المسؤول إلى انخفاض نسبة وفيات الأمهات الحوامل خلال السنوات الأخيرة إذ لم يعد يتجاوز 40 حالة وفاة لكل ألف ولادة، وتبقى مناطق الجنوب والهضاب العليا خاصة المناطق النائية الأكثر تسجيلا لهذه الوفيات. وذكر الوزير في سياق متصل بأن الجزائر تمكنت من القضاء على كل الأمراض الخطيرة المعدية بفضل توفير اللقاحات المضادة لهذه الأمراض بنسبة 100 بالمائة واستفادة كل الأطفال منها. من جهة أخرى، أعلن السيد ولد عباس عن فتح مركز لمكافحة السرطان بالجلفة خلال الثلاثة أشهر الأولى من السنة أي قبل نهاية شهر مارس القادم، مضيفا أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الصحة تتفاوضان بخصوص إمكانية إنجاز مستشفيات جامعية بالجنوب الجزائري، الأمر الذي سيمكن من إنشاء كليات للطب وتكوين المختصين للتكفل الأنجع بصحة المواطن خاصة بالمناطق التي تقل فيها نسبة التغطية الصحية.