أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول التسيير المدمج للموارد المائية الذي اختتمت أشغاله يوم الثلاثاء بقسنطينة على ضرورة "مد جسر" بين الجامعة والهيئات المكلفة بتسيير الماء. و أبرز المشاركون في هذا اللقاء أهمية مساهمة الباحثين الجامعيين التي تعد "ضرورية" من أجل تمكين مسيري قطاع المياه بالتكيف مع التغيرات المناخية والهيرو-جيولوجية. وأضاف رشيد طيبي المدير العام للوكالة الوطنية للموارد المائية أن تمتين الروابط بين الهيئات المكلفة بتسيير الموارد المائية والجامعة "لابد أن يصبح من الآن فصاعدا واقعا يوميا إذا ما أردنا المحافظة على هذا المورد الحيوي وهو الماء". وأوضح أن تسيير الماء "يعد تخصصا" يتضمن الحرف التي لا يمكن ضمان أدائها العالي "إلا من خلال مساهمة البحث الجامعي التطبيقي الذي لا يمكن تعويضه" مشيرا في هذا السياق إلى التسهيلات الممنوحة من طرف ذات الوكالة لاستقطاب الجامعة نحو هذا القطاع. واعتبر المشاركون أن شبكات قياس الموارد المائية التي تعد "أدوات ضرورية" من أجل المحافظة على هذا المورد الطبيعي الذي هو عرضة إلى التناقص "لا بد من تحيينها من طرف باحثي الجامعة الجزائرية". ومن جهته أوضح بلقاسم عبدوس مستشار لدى الهيئة الألمانية للتعاون الدولي "جي تي زاد" أن قياس الموارد والطلب على الماء على مختلف مستويات التخطيط يأتي من بين "أهم العمليات التي يجب تجسيدها" لإعداد سيناريو واقعي للاستغلال يرمي إلى استغلال مستديم للمياه.ودعا إلى ضرورة إضفاء المزيد من "النجاعة"على نظام إعلام ومعالجة المعطيات لتحسين تقنيات وطرق تسيير الموارد المائية أكثر. كما أوصى المشاركون في هذا اللقاء الدولي ب"إعادة تكييف شبكة قياس" تساقط الأمطار للوكالة الوطنية للموارد المائية التي "تكتنفها الكثير من النقائص وعدم الدقة" تعود إلى نوعية القياس وكثافة الشبكة. وأشار بدوره محمد عسابة أستاذ مشارك بالمدرسة المتعددة التقنيات بنيس صوفيا أن النتائج المتحصل عليها من مجموع حوالي 550 محطة لقياس تساقط الأمطار يتبين أن شبكة القياس الحالية "تتباين بشكل كبير" مما يحتم "إعطاء فعالية قصوى" لشبكة الملاحظة الحالية من أجل ضمان توزيع فضائي "جيد" لتساقط الأمطار في الجزائر. واعتبر من جهته نبيل شابور من جامعة قسنطينة الذي تطرق بإسهاب إلى إشكالية الدراسات الهيدرو-جيولوجية التي توصف ب "غير المكتملة" أن "معرفة جيدة" بالوضعية الكمية للمياه تعد حاليا "أكثر من ضرورية". وشارك في هذا الملتقى المنظم من طرف وكالة الحوض الهيدروغرافي القسنطيني "سيبوس ملاق" بالتعاون مع جامعة منتوري بقسنطينة والهيأة الألمانية للتعاون الدولي "جي تي زاد" العديد من الخبراء من أوروبا والمغرب العربي إلى جانب باحثين جامعيين من الوطن.