واصلت المجموعات المسلحة المتطرفة التي تسيطر شمال مالي يوم الأحد تدمير الأضرحة في مدينة "تمبوكتو" والتي صنفتها منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) كموقع للتراث العالمي منذ 1988. وأفاد شهود عيان في تصريحات صحفية اليوم بأن" بعد تدمير أضرحة سيدي محمود (شمال) و سيدي المختار (شمال شرق) و (سيدي الفا مويا (شرق) المدينة واصلت الجماعة الاسلامية المسلحة اليوم تدمير أضرحة من بينها ضريح الشيخ الكبير الذي يقع داخل مقبرة جينغاريبر (جنوبالمدينة)". و أضاف الشهود ان المتظرفين دمروا هذه المزارات على مراى الجميع الذين وقفوا عاجزين على وقف عملية الهدم. وتقول جماعة أنصار الدين التي تريد فرض الشريعة الإسلامية في كل أنحاء مالي إن الأضرحة الشهيرة في تمبوكتو "غير إسلامية" مهددة بتدمير كل الأضرحة الموجودة في المدينة" دون استثناء"ردا على اعتبار اليونسكو مدينة تمبوكتو "مهددة بالخطر". و كانت منظمة "اليونسكو" قد أعلنت الخميس الماضي ان مدينة "تمبكتو" التي ادرجتها عام 1988 على لائحتها لمواقع التراث العالمية "باتت مهددة بالخطر"وحذرت من احتمال تعرضها للدمار عقب الانقلاب الذي أطاح بالحكومة المالية في شهر مارس الماضي. وأعربت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عن أسفها للتدمير "المأسوي" الذي طال و" بدون مبرر" الأضرحة في"تومبوكتو" داعية كل الأطراف المعنية بالنزاع في تمبوكتو" إلى تحمل مسؤولياتها". و من جانبها نددت حكومة مالي بقيام جماعة "أنصار الدين" الإسلامية بتدمير العديد من أضرحة الأولياء في "تمبكتو" ووصفت هذا العمل بال"عنف المدمر الذي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب" كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال في مالي و خارجه. وفي هذه الأثناء هدد ما يعرف ب"تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي" الذي يسيطر مع مجموعات مسلحة أخرى منذ ثلاثة أشهر على شمال مالي بأنه سيتعامل ب"حزم مع الذين سيتعاونون مع قوة عسكرية من المزمع تدخلها في المنطقة". وبدا في ذلك رسالة واضحة إلى القوة العسكرية التي تنوي دول غرب افريقيا إرسالها لإعادة الاستقرار في شمال مالي الذي يشهده اضطرابات منذ أشهر. ويأتي هذا التهديد بعد تحذير آخر توعدت حركة" الوحدة والجهاد في غرب افريقيا" وهي مجموعة إسلامية مسلحة أخرى تنشط في شمال مالي بمهاجمة البلدان التي ستتشكل منها قوات غرب إفريقيا قد سترسل إلى مالي. وكان قادة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا (ايكواس) قد جددوا أول أمس في قمة عقدوه بياموسوكر و (كوت ديفوار) التزامهمم بتسوية سلمية للازمة المستعصية التي تشهدها مالي غير انهم لم تستبعدوا اللجوء إلى الخيار العسكري اذا تحتم الامر. و دعا القادة الافارقة إلى"الاسراع" في استصدار قرار اممي يسمح بارسال قوة عسكرية اقليمية إلى مالي للتصدي للجماعات المسلحة التي بسطت نفوذها على كامل المنطقة"دون منازع "بعد ان طردت طوارق "الحركة الوطنية لتحريرالازواد"في معارك دامية خلفت 20 قتيلا على الاقل.