لجأ الاسلاميون الذين يسيطرون على شمال مالي منذ اشهر إلى انتهاج اسلوب جديد لبث الفوضى بتدمير اضرحة اولياء مسلمين ومساجد تمثل معالما للثرات العالمي مما اثار موجة من ردود الافعال الدولية المنددة بهذا العمل الذي اعتبرته بعض الاطراف انه يرقى إلى "جرائم حرب". هدم الاضرحة والمساجد بمدينة "تمبوكتو "الاثرية الذي تقوم بها الجماعات الاسلامية التي شددت قبضتها على شمال مالي بعد طرد الحركة الوطنية للتحريرالازواد منها يتواصل لليوم الثالث ياتي ردا على قرار منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) في 28 جوان الماضي تصنيف تمبوكتو في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بسبب وجود جماعات مسلحة. وواصلت جماعة "انصارالدين" المسلحة اليوم تدمير المعالم الاثرية في مدينة "تمبوكتو" بهدم مدخلا لمسجد بنفس المدينة بعد سلسلة من عمليات التدمير التي طالت اضرحة لأولياء مسلمين. و قال شهود عيان أن الاسلاميين دمروا مدخلا لمسجد "سيدى يحيى"جنوبالمدينة حيث انتزعوا الباب المقدس وهي معلومة أكدها سكان محليون. وهددت جماعة" انصار الدين" بهدم المزيد من المعالم الموجودة في المدينة"دون استثناء" و اعتبرتها"غير اسلامية" فيما هدد حليفها الذي يعرف ب"تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي (أكمي) بأنه سيتعامل ب"حزم"مع الذين سيتعاونون مع قوة عسكرية من المزمع تدخلها في المنطقة". ويعتبر موقف الجماعة المتطرفة كرسالة "واضحة "إلى القوة العسكرية التي تنوي دول غرب افريقيا إرسالها لإعادة الاستقرار في شمال مالي الذي يشهده اضطرابات منذ أشهر. ويأتي هذا التهديد بعد تحذير آخر توعدت حركة" الوحدة والجهاد في غرب افريقيا" وهي مجموعة إسلامية مسلحة أخرى تنشط في شمال مالي بمهاجمة البلدان التي ستتشكل منها قوات غرب إفريقيا قد سترسل إلى مالي. و كان شهود من سكان"جوهرة الصحراء"قد أكدوا اليوم أن بعد تدمير أضرحة /سيدي محمود /و/ سيدي المختار/ و/سيدي الفا مويا/ واصلت الجماعة الاسلامية المسلحة اليوم تدمير أضرحة من بينها ضريح/الشيخ الكبير /الذي يقع داخل مقبرة /جينغاريبر/جنوب/". و ياتي هذا التطور "غيرالمسبوق" في الشان المالي وسط تنديدات محلية ودولية والتي اعتبر البعض منها ان عمليات التدمير ترقى إلى "جرائم حرب". وفي هذا السياق نددت حكومة مالي بقيام جماعة "أنصار الدين" الإسلامية بتدمير العديد من أضرحة الأولياء في "تمبكتو" ووصفت هذا العمل بال"عنف المدمر الذي يرقى إلى مرتبة جرائم الحرب" كما توعدت بملاحقة المسؤولين عن هذه الأعمال في مالي و خارجه. وأعربت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) عن أسفها للتدمير "المأسوي" الذي طال و" بدون مبرر" الأضرحة في"تومبوكتو"داعية كل الأطراف المعنية بالنزاع في تمبوكتو" إلى تحمل مسؤولياتها". و أدانت الجزائر على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية تدمير الاضرحة بتومبوكتو و المصنفة كموقع للتراث العالمي قائلا أن "الجزائر تدين تدمير الأضرحة بشمال مالي و الذي يستهدف تراثا ثقافيا و اسلاميا يعتبر جزءا من الذاكرة الجماعية للماليين وتراثا مشتركا تتقاسمه الجزائر ومالي اللذان تجمع شعبيهما علاقات عتيقة تقوم على مبادلات ثقافية و عقائدية مثمرة و ثرية". وأكد أن "الجزائر تدعو بإلحاح كل الفاعلين في مالي إلى الحفاظ على هذه الثروة و هذا التراث الذي يندرج في قائمة التراث العالمي للبشرية لفائدة الأجيال الصاعدة و استمرار ترسيخ الرموز التي ميزت تاريخ مالي و المنطقة". و من جهته أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ اليوم ب"شدة" الاعمال التخريبية التي طالت عددا من أضرحة المسلمين في شمال مالي معتبرا ان هذا العمل"إجرامي" و"غير مقبول". وعبر بينغ عن قلق الاتحاد "البالغ" إزاء هذه الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان وكذلك ازاء الاعمال التخريبية والاجرامية التى تنفذها الجماعات المسلحة التي تحتل شمال مالي و كذا ازاء تدهور الوضع الانساني هناك. و أعرب الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه العميق" إزاء تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في شمال مالي واعتبر ان"مثل هذه الهجمات ضد مواقع التراث الثقافي تعد غير مبررة بالمرة" داعيا جميع الأطراف إلى "ممارسة مسؤوليتهم في الحفاظ على التراث الثقافي بمالي". وشجبت منظمة التعاون الاسلامي قيام جماعات متطرفة بهدم مواقع تاريخية في مدينة تيمبكتو داعية إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية والخطوات المناسبة من أجل حماية المواقع التاريخية والحفاظ عليها. و قالت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة/الايسيسكو/ ان"على الجهات التي تسيطر على شمال مالي مسؤولية حماية هذه المعالم ومنع أي أضرار بها وتوعية الناس بالتي هي أحسن وبالرفق ولين الخطاب". ومن جهتها قالت مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا ان التدمير المستمر لاضرحة من جانب اسلاميين فى شمال مالي يشكل "جريمة حرب" متوعدة بملاحقة المسؤولين عن هذه الاعمال تستدعى تحقيقا تقوم به الهيئات التابعة لها. وكانت روسيا قد دعت على لسان المبعوث الخاص للرئيس الروسي للتعاون مع دول إفريقيا ميخائيل مارغيلوف إلى "ضرورة مناقشة قضية تدمير المواقع الأثرية في مالي بمجلس الأمن الدولي".