ذكر المشاركون في الجلسات ال13 لمدينة "تازا" المنظمة إبتداءا من اليوم الثلاثاء بولاية تيسمسيلت أن شخصية الأمير عبد القادر جمعت بين التسامح الديني والدور القيادي الجهادي وقدرة على تنظيم شؤون الدولة . وأوضح المختصون خلال هذه التظاهرة المنظمة من طرف جمعية "تازا" للآثار والتراث ببلدية برج الأمير عبد القاد بالتنسيق مع مديرية الثقافة أن شخصية الأمير عبد القادر اتسمت دائما بقدرة كبيرة على تنظيم أمور الدولة مثل الجيش والمجال الاقتصادي والثقافي والاجتماعي إلى جانب القدرة على العفو واحترام الغير بما فيهم الأسرى لديه من جيش الاحتلال الفرنسي . وفي هذا الصدد أشار الدكتور حسني بليل أستاذ التاريخ بجامعة وهران أن "العديد من دول العالم تعتبر الأمير شخصية حضارية تمتاز بتسامح ديني وثقافي بالنظر إلى معاملته الحسنة للأسرى". وأضاف أن الأمير عبد القادر يعتبر من "رواد القانون الدولي الإنساني" كونه عمل على "سن وتطبيق مجموعة من القوانين" ابتداء من 1837 تخص "كيفية معاملة الأسرى" مشيرا أن الأمير أصدر مرسوما خلال نفس السنة يعتبر أي جندي فرنسي يتم أسره في المعارك "أسير حرب ويمكن إطلاق سراحه عن طريق التبادل مع أسرى جزائريين". ولدى تقديمه لمداخلة بعنوان "معطيات جديدة حول سكة أو نقود الأمير عبد القادر" أبرز الدكتور عبد القادر دحدوح أستاذ علم الآثار بجامعة قسنطينة أن الدراسات العلمية السابقة كان معروفا فيها أن مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة قد سك نقوده بقلعة تاقدمت (تيارت) ومدينة معسكر وذلك منذ 1836 الى غاية 1839. وأضاف ذات المتدخل أن دراسات جسدت من طرف دكاترة وباحثين أمثال عبد الرحمان الجيلالي والأخضر درياس وصالح بن قربة بينت وجود صنفين من العملات التي كانت متداولة في دولة الأمير عبد القادر في الفترة من سنة 1836 إلى غاية 1843 والمتمثلة في "المحمدية" و"النصفية" وصكت هذه النقود بمعدني النحاس والفضة. وقد عرض الدكتور دحدوح صورا تنشر لأول مرة لقطع نقدية كانت متداولة في دولة الأمير عبد القادر والتي يتواجد معظمها بعدد من متاحف الجزائر ومتحف المكتبة الوطنية بباريس (فرنسا) ومتحف "الباردو" بتونس إضافة إلى متحف المغرب. ومن جهته قدم الدكتور عز الدين بويحياوي المختص في الآثار بجامعة الجزائر (2) نتائج الاكتشافات التي تمت بحفرية قلعة "تازا" خلال 2011 و2012 حيث أوضح في هذا الإطار أن "عملية البحث والحفر الأثري بهذا الموقع التاريخي بدأت تشهد تطورا وتقدما كبيرا خلال السنة الجارية تمثلت في ظهور واضح لحصن الأمير عبد القادر الذي يشبه في تصميمه حصن تاقدمت (تيارت)". وأشار أن عمليات البحث قد سمحت باكتشاف قطع أثرية لمراحل تاريخية ثلاث تمثل الحقب الرومانية والإسلامية (الدولة الموحدية) ودولة الأمير عبد القادر على غرار القطع النقدية وعدد من الأسلحة منها مسورتان استعملتا في عهد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة وأواني فخارية وخزفية ومصابيح. وللإشارة تتواصل فعاليات هذه الجلسات الفكرية الثقافية غدا الأربعاء بتنظيم أمسيات شعرية وورشات علمية حول الآثار وأبواب مفتوحة على المتحف البلدي ببرج الأمير عبد القادر فضلا عن تنظيم دورات في كرة القدم وكرة الطائرة وكرة اليد وإحياء سهرات فنية.