طالبت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) اليوم الاثنين بالعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية في مالي لانقاذ البلاد من الفوضى التي وقعت فيها بعد الإنقلاب الأخير بها. و قالت المجموعة الاقتصادية - في بيان أصدرته المجموعة في مقرلها بأبوجا أن "تشكيل حكومة وحدة وطنية في مالي سيساعد على تنفيذ خارطة الطريق التي أوصى بها الوسطاء لإحلال السلام في البلاد وسيفتح الباب أمام انتخابات حرة ونزيهة وشفافة تحافظ على وحدة البلاد". و أشار البيان إلى "أهمية تقديم الأشخاص الذين اعتدوا في شهر ماي الماضي على رئيس البلاد المؤقت دينوكوندا تراوري جسديا بعد اقتحامهم القصر الجمهوري في العاصمة باماكو إلى المحاكمة لتجنب أعمال عنف مشابهة بهذا الإعتداء". و دعا البيان المجموعات المتناحرة الى "العمل على وضع حد لأعمال العنف قبل بداية شهر رمضان الكريم لتمكين السكان من الراحة أثناء شهر الصوم وحث المتطرفين الذين يسيطرون على شمال مالي على احترام الأماكن التاريخية وعدم التعرض لها خاصة بعد الأنباء التي تحدثت عن سيطرتهم على مدينة "تمبكتو" التاريخية و تدمير عتبات دينية منها باب جامع يعود إلى القرن الخامس عشروذلك بعدما دمروا منذ حوالي أسبوعين 6 أضرحة من أصل 17 لأولياء مسلمين في المدينة". و طالب البيان "بالإفراج الفوري عن المعتقلين داعيا محكمة الجنايات الدولية الى التحقيق فيما وصفه بالانتهاكات التي ترتكبها العصابات المسلحة في مالي والتي انتشرت بعد الانقلاب العسكري الأخير في البلاد الواقع في غرب أفريقيا". و أكد بيان المجموعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا (الإيكواس) من جهة أخرىعلى "أهمية إنشاء صندوق للمساعدات الإنسانية في مالي مطالبا في الوقت نفسه المتمردين الذين يسيطرون على شمالي البلاد بتسهيل عمل مجموعات العمل الإنساني وعدم التعرض لها وخاصة أنها تقدم المساعدات للمحتاجين والمشردين". و ناشد البيان "الرئيس المؤقت لمالي على العمل وبسرعة على تقديم طلب للإكواس وللأمم المتحدة أيضا للسماح بارسال قوات من دول الإيكواس لمساعدة الجيش المالي على حفظ النظام والأمن في البلاد داعيا الزعماء الدينيين والقبليين بمالي الى استخدام نفوذهم والعمل على وضع حد لأعمال العنف " مشيرا إلى أن "المجموعة لا يمكن أن تتحمل تفتيت دولة صديقة في إشارة إلى مالي". و كان خبراء الثقافة في دول المجموعة قد أدانوا الأسبوع الماضي الإعتداءات التي قام بها متطرفون على الأماكن التاريخية الإسلامية بمالي وطالبوا بعد اجتماع في مدينة نيامي عاصمة النيجر المجتمع الدولي وخاصة اليونيسكو باتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية الأماكن التاريخية والتراث بمالي ووضع حد للفوضي التي انتشرت في البلاد بعد الإنقلاب العسكري. و يذكر أن (الإيكواس) هي مجموعة مكونة من 15 دولة وتأسست عام 1975 في مدينة لاجوس العاصمة القديمة لنيجيريا ومهمتها الأساسية دعم التعاون الاقتصادى بين دول غرب أفريقيا وتتكون من (نيجيريا وبينين وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكوت ديفوارو غامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والنيجر والسينغال وسيراليون وتوغو) وكانت موريتانيا أحد أعضاء المنظمة ولكنها انسحبت عام 2000 وتم اختيار مصر كعضو مراقب بها.