أسدل الستار ليلة السبت إلى الأحد على فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته ال34 وسط حضور غير مسبوق للجمهور من باتنة ومختلف ولايات شرق البلاد كما لوحظ. وشهدت السهرة الأخيرة التي كانت "رائعة" حسب كل من حضر من إعلاميين ومتفرجين تجاوبا كبيرا بين الفنانين الذين مروا على الركح والجمهور الذي غصت به مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد الذي يتسع لأكثر من 5 آلاف متفرج. واستطاعت الأسماء المبرمجة لختام هذه الطبعة التي أضفت عليها الاحتفالات المخلدة لخمسينية الاستقلال مسحة خاصة أن تجعل سهرة اختتام ليالي تاموقادي لهذه السنة جد مميزة بجمهورها وفنانيها. وأبدع في البداية ضيف تيمقاد الذي يحل لأول مرة بالجزائر الفنان الكويتي عبد الله الرويشد رفقة الفرقة الموسيقية المرافقة له بقيادة المايسترو أمير عبد المجيد في إمتاع الجمهور بأحسن ما غنى من الأنغام الخليجية التي لاقت تجاوبا كبيرا من طرف الحضور بما فيهم الشباب . وأمام هتافات الجمهور غنى نجم الأغنية الخليجية والعربية (لا تلومونا ) و(أنا مو ولهان ) و(اللي نساك انساه) و "ما فيها حد مرتاح" ثم "يا أسمر اللون" التي أعجب الحضور بموالها وأعاد الرويشد غناءها للمرة الثانية بطلب من الحضور الذي استمتع فيما بعد بمقطع من أغنية "في يوم وليلة" لفقيدة الطرب العربي وردة الجزائرية بصوت ضيف الجزائر الذي اختار أن تكون بداية مشاركته أفراح بلد المليون ونصف المليون شهيد من ركح تاموقادي . ولم يخف عبد الله الرويشد الذي جمعه لقاء خاطف بممثلي الصحافة بعد وصلته الغنائية مباشرة اعجابه بتجاوب الجمهور الذي قال بأنه "جمهور رائع ويحسن تذوق الفن الأصيل" . وتوالت بقية السهرة التي استمرت إلى ما بعد الثانية من صبيحة اليوم الأحد على ضوء الشموع التي أوقدها مئات الشباب الذين شكلوا أمواجا بشرية صنعت الفرجة تحت سماء تاموقادي التي عاشت ليلة مهربة من ألف ليلة وليلة. وإذا كان الركح قد اهتز على وقع أنغام أحلى ما غنى حكيم الباتني والشاب عراس ورابح عصمة فإن حرارة الجمهور وصلت ذروتها بمجرد ظهور كادير الجابوني الذي ألهب المدرجات بأغانيه الرايوية الشبابية ليرقص الجمهور ويغني بكل ما أوتي من نشاط وقوة . وتميزت هذه التظاهرة التي عرفت هذه السنة مشاركة أسماء لامعة في سماء الأغنية العربية على غرار صوفيا صادق ( تونس) ونجاة أعتابو (المغرب) وعبدا اله الرويشد (الكويت) ومريم فارس (لبنان) أيضا بمرور أسماء أخرى من أمريكا اللاتينية (الفرقة النسوية البرازيلية زاليندي) ومن القارة الإفريقية (ماجيك سيستام من ساحل العاج)و (سون كيتي من نيجيريا) في حين كان الحضور قويا لألمع نجوم الأغنية الجزائرية في مختلف الطبوع . وكان محافظ مهرجان تيمقاد الدولي ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي قد ألح في لقائه بممثلي مختلف وسائل الإعلام الوطنية في الندوتين الصحفيتين اللتين نشطهما قبيل افتتاح واختتام التظاهرة على ضرورة تكاثف جهود الجميع لترقية هذا المهرجان والوصول به إلى العالمية بالتركيز خاصة على المستثمرين الخواص لتوفير المرافق الضرورية لاستقبال ضيوف المهرجان وعلى الإعلام للترويج للتظاهرة ومن ثم وجهة تيمقاد والجزائر ككل .