تحتضن العاصمة القطرية الدوحة يوم الأحد اجتماعين وزاريين عربيين لبحث مستجدات الوضع في سورية والتحركات على مستوى الأممالمتحدة وعلى المستوى الإقليمي ومداولات مجلس الأمن لاحتواء الموقف بالإضافة إلى مناقشة الخيارات المتاحة للتعامل مع الازمة السورية والتطورات الامنية الميدانية المتصاعدة. و يشارك في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بالازمة السورية الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي والدول العربية الاعضاء في اللجنة وهي الجزائر يمثلها وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي ومصر والسودان وقطر وسلطنة عمان. وسيعقب اجتماع اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية فورا عقد اجتماع وزاري عربي طاريء لبحث تداعيات الأوضاع في سورية من جميع جوانبها وحتى تتضح الصورة أكثر. وأكد أحمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربيه ان اجتماع وزراء الخارجية العرب بالدوحة سيناقش "كيفية احداث خروق لجدار الازمة السورية" وإعتبر ان ارسال قوات عربيه إلى سورية فى الوقت الراهن ربما تكون صعبة التحقيق. و أضاف بن حلي ان الامور الان فى سورية تتطلب خطوات عمليه لانه بعد 16 شهر من اندلاع الازمة ما زالت الامور كما هى ولم يحدث تقدم حقيقى نحو الحل سواء من خلال القرارت او المبادرات العربيه أو حتى خطه المبعوث الدولى كوفى عنان. و لهذا حسب ذات المتحدث فأن اجتماع الدوحه الوزارى سواء اللجنه المعنيه بالازمه او المجلس الوزارى الموسع سيتم فيه "اعاده النظر فى كل المبادارات و القرارات السابقه و التحركات لانها حتى الان لم تنجح فى وقف القتل و العنف الذى يدمى قلب كل عربى و يهدد سورية الدوله و المؤسسات و الاستقرار فى المنطقه ". و ستضع اللجنة الوزارية عددا من التوصيات لرفعها لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب برئاسة الكويت "لاتخاذ القرار المناسب للتعامل مع الوضع في سورية الذي وصل الي منعطف خطير. كما سيتم خلال الاجتماع ايضا اجراء عملية تقيم شاملة للجهود التي تبذل من قبل مجلس الامن او الامين العام للامم المتحدة او المبعوث المشترك إلى سورية كوفي عنان. و على الصعيد الامني تتواصل اليوم الاشتباكات بين القوات النظامية السورية وقوات "الجيش السورى الحر" المعارض لليوم الثالث على التوإلى فى مدينة حلب مع استمرار القتال والاشتباكات العنيفة فى العاصمة دمشق. وتفيد الانباء ان عناصر الجيش الحر "تمكنوا من السيطرة على اجزاء كبيرة من الاحياء الشرقية القريبة من الريف وبعد ان سيطر على معظم القرى في الريف قرر نقل المعركة إلى مدينة حلب وتجرى الاشتباكات الان قرب قاعدة المخابرات الرئيسية فى قلب مدينة حلب. و في المقابل استعاد الجيش السوري النظامي السيطرة على معبر "اليعربية" الحدودي بين العراق وسورية بعد طرد قوات المعارضة التي كانت قد سيطرت عليه امس. و نظرا لتردي الاوضاع الامنية في سورية, أعلن الامين العام للامم المتحدة بان كى مون امس أنه سيرسل وكيله لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو إلى سورية لتقييم الوضع هناك مع مواصلة قوات الحكومة السورية والمعارضة القتال للسيطرة على البلاد. وقال بان كي مون انه سيرسل ايضا كبير المستشارين العسكريين للامم المتحدة لقيادة بعثة مراقبى الاممالمتحدة فى تلك المرحلة الحرجة. كما سيتوجه المستشارالعسكري الرئيسي للامم المتحدة الجنرال باباكار غايي قريبا إلى دمشق لتولي رئاسة بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سورية بالنيابة خلفا للجنرال روبرت مود حسب ما ذكره قسم حفظ السلام التابع للامم المتحدة. وكان مجلس الامن الدولي قد مدد يوم الجمعة مهمة بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سورية لفترة نهائية مدتها 30 يوما. و قد اضطر حسب ما أكه مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الآلاف من السوريين إلى النزوح من العاصمة دمشق خلال أعمال العنف المتفرقة التي وقعت مؤخرا في المدينة للمرة الثانية موضحا أن المنظمات الإنسانية تقوم بالعديد من عمليات المساعدة والإغاثة داخل سورية حيث امتدت هذه العمليات تصل إلى 14 محافظة الا أن تلك العمليات تواجه بعض المشكلات بسبب عدم توافر مصادر التمويل الكافية. وأفاد المكتب أن هناك 850 ألف سوري يتلقون مساعدات غذائية من برنامج الغذاء العالمي التابع لمنظمة الأممالمتحدة مضيفا انه تم حتى الآن تسجيل نحو 120 ألف لاجئ سوري في الدول المجاورة. و على خلفية التطورات التي تشهدها سورية يخطط الاتحاد الأوروبي إلى سن إجراءات من شأنها تشديد الخناق على النظام السوري بشكل أكثر صلابة حيث ستخيم الأزمة السورية على الجانب الرئيسى من مداولات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا الاثنين في بروكسل و يتوقع أن يعتمد رؤساء الدبلوماسية الأوروبيون تدابير تطال للمرة الأولى مراقبة شحنات السلاح المتجهة لترسانة النظام جوا وبحرا. وعلى ضوء هذا القرار سيبدأ الاتحاد الأوروبي بالفعل تفتيش جميع السفن والطائرات المتجهة إلى سورية انطلاقا من الموانئ والمطارات الأوروبية. و قد لقي أكثر من 19 ألف شخص مصرعهم في سورية منذ بداية أعمال العنف التي تشهدها البلاد في مارس 2011 حسب ما أفاد اليوم المرصد السوري لحقوق الأنسان. وحسب المرصد فإن "13296 مدنيا و4861 من عناصر قوات النظام و949 جنديا منشقا قتلوا في سورية منذ بداية أعمال العنف في البلاد".