يصل اليوم إلى العاصمة دمشق وفد من إدارة عمليات حفظ السلام في الأمانة العامة للأمم المتحدة لبحث آلية تطبيق مهمة الوسيط الدولي المشترك بين الأممالمتحدة والجامعة العربية الرامية إلى احتواء الوضع الدامي في سوريا. وقال جهاد مقدسي المتحدث باسم الخارجية السورية إن ''الوفد الأممي سيبحث رؤية مشتركة للتطبيق العملي للخطوات التي تم الاتفاق عليها''. وأشار إلى أن التصور الذي سيتم بحثه يتضمن مسائل تقنية لها صلة بأعداد المراقبين وتحركاتهم وحمايتهم عبر التنسيق مع الجانب السوري. وبينما أكد جدية سلطات بلاده في إنجاح مهمة كوفي عنان أشار إلى أن مهمة هذا الأخير ''لا تنحصر مع الجانب السوري فقط، بل هناك أطراف أخرى، خاصة الإقليمية منها، تعيق التوصل إلى أي اتفاق''، وكانت الإشارة واضحة باتجاه دول عربية وفي مقدمتها قطر والعربية السعودية اللتان تعملان جاهدتين من أجل إقناع المجتمع الدولي بتسليح المعارضة السورية.وهو ما جعل المسؤول السوري يبقي أمله قائما في أن يتمكن عنان من الضغط على هذه الأطراف ''لوقف دعمها وتمويلها وإرسال السلاح إلى الجماعات المسلحة في سوريا''. من جهة أخرى، رفض مقدسي الإعلان عن تواريخ أو مواعيد لتنفيذ دمشق لمخطط التسوية الذي طرحه الوسيط الدولي وقال ''دمشق بحالة تداول منظم مع عنان وفريقه وهناك الكثير من التفاصيل التي يجب الوقوف عندها''. وقال كوفي عنان خلال تقديم ثاني عرض تقييمي لوساطته في سوريا على أعضاء مجلس الأمن الدولي إن دمشق وافقت على تاريخ العاشر أفريل الجاري كأقصى موعد للشروع في تطبيق خطة التسوية. وهي الخطة التي تتضمن وقفا فوريا لكل أعمال العنف مهما كان مصدرها وسحب كل مظاهر التسلح والقوات العسكرية من الشوارع والمدن المضطربة، إضافة إلى شروع الفرقاء السوريين في الحوار مع إطلاق سراح المحتجين المعتقلين وخلق ممرات آمنة لايصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المتضررين. وبخصوص النقطة الأخيرة؛ جدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم التأكيد على استمرار بلاده في توفير ما يلزم لإنجاح عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سياق مهمتها الإنسانية وبالتنسيق مع منظمة الهلال الأحمر السوري.وجاء ذلك خلال لقاء المعلم أمس مع جاكوب كلينبرجر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والذي بحث معه آليات وقف إطلاق النار في مناطق القتال بسوريا وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للجرحى. وذكر بيان صادر عن الخارجية السورية أن المعلم قام باستعراض تفاصيل عمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر واحتياجاتها في مجال العمل الإنساني على الأراضي السورية. وأشار البيان إلى أنه تم الاتفاق على آلية للتعاون والتنسيق المباشر بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السوري من جهة، وبين وزارة الخارجية والمغتربين من جهة أخرى بهدف تذليل أية عقبات وتحقيق وتثبيت التعاون المرجو ضمن المهمة الإنسانية المحددة. من جهته، أعرب كلينبرجر الذي يزور سوريا لثالث مرة منذ اندلاع الأزمة عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء الأحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها. بالتزامن مع ذلك؛ قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت أمس بين عناصر من القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة في عدد من المناطق السورية أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى. وبينما أكد المرصد أن هذه الاشتباكات دارت بمحافظة ادلب الواقعة شمال غرب البلاد وريف دمشق، إضافة إلى محافظة درعا الجنوبية، أشار إلى شن قوات الأمن لعمليات مداهمة وتخريب واعتقالات لمنازل النشطاء في داعل. وتستمر أعمال العنف في سوريا في حصد مزيد من الأرواح في وقت أكدت فيه مفوضية الأممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين في الأردن أن أعداد اللاجئين السوريين المسجلين لديها منذ اندلاع الأزمة ازداد بشكل غير مسبوق مؤخرا ليصل عتبة 10 آلاف لاجئ ما بين مسجلين رسميا وآخرين في انتظار تسجيل أسمائهم.