أدانت المجموعة الدولية عملية التفجير الانتحاري التي استهدفت يوم الأربعاء مبنى الامن القومي وسط دمشق وخلفت مقتل وزير الدفاع ونائبة واصابة وزير الداخلية ومسؤوليين أمنيين واعتبرته "اعتداءا إرهابيا" من شأنه تقويض أية تسوية سلمية للازمة. وفي هذا الصدد اعتبر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أن التفجير الذى وقع فى وسط دمشق اليوم مستهدفا مبنى الأمن السوري "يشكل تطورا مؤثرا فى مسار الأحداث التى تشهدها سوريا" وأكد على أن الجامعة العربية تتابع باهتمام تلك التطورات. وقال الامين العام فى بيان رسمى له انه "حذر مرارا من أن العنف يولد دائما عنفا مضادا ويؤدى إلى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا إلى حرب أهلية تؤدى إلى انفجار الأوضاع ليس فى سوريا فحسب وانما فى المنطقة بأكملها". وعلى خلفية التفجير أعلن الامين العام أن اجتماع اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية المقرر بالعاصمة القطرية "الدوحة" يوم الاحد المقبل سيعقبه فورا عقد اجتماع وزاري عربي طاريء لبحث تداعيات الأوضاع في سوريا من جميع جوانبها وحتى تتضح الصورة أكثر. وقال العربى فى تصريح له أنه حتى الآن "لا يوجد شيء واضح" و الاحداث "متسارعة وبات من الصعب التعليق عليها "مؤكدا ان ما يحدث في سوريا "سيؤثر تأثيرا كبيرا على الوضع هناك ولا ندري تداعياته". ومن بروكسل دعت كاترين اشتون رئيسة الدبلوماسية الاوروبية إلى تشاور دولي لتطبيق خطو كوفي عنان منددة في نفس الوقت بالتفجير وبتصعيد اعمال العنف في سوريا داعية الاطراف المعنية إلى توسية سلمية للنزاع. وبدوره أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق. وقال أن "هذا الحادث الذي ندينه يؤكد الحاجة الماسة لإستصدار قرار بموجب الفصل السابع حول سوريا في مجلس الأمن الدولي لأن الوضع فيها يتدهور بشكل واضح" داعيا جميع الأطراف في سوريا إلى "وقف أعمال العنف وحث مجلس الأمن الدولي على تحمل مسؤولياته". كما أدان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الهجوم الذي أدى إلى مقتل وزير الدفاع السوري داوود راجحة ونائبه آصف شوكت واعتبر أنه "يبرز الحاجة إلى حل سياسي في سوريا". وأعرب فابيوس في كلمة له أمام الجمعية الوطنية عن "إدانته" للتفجير قائلا أن "فرنسا لطالما أدانت أعمال الإرهاب. وفي ظل تصاعد أعمال العنف من الضرورة والطارئ تحقيق عملية إنتقال سياسي تمنح الشعب السوري حكومة تعبر عن آماله وطموحاته". ومن واشنطن أعرب وزير الدفاع الامريكى ليون بانيتا اليوم عن قلق بلاده إزاء التطورات الاخيرة للاوضاع فى سوريا موضحا ان الوضع هناك "يخرج عن السيطرة". واعتبر من جهته نائب وزير الخارجية الروسية ينادي غاتيلوف تصعيد المسلحين لأعمالهم في سوريا تزامنا مع مناقشات مجلس الأمن حول تسوية الأزمة السورية أمرا "خطيرا". وقال غاتيلوف إنه "لنمط خطير أنه عندما تجري في مجلس الأمن الدولي مناقشات حول تسوية الأزمة السورية يقوم المسلحون بتصعيد أعمالهم الإرهابية مفشلين جميع المحاولات" لتسوية الوضع. كما ندد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي بالتفجير الذي استهدف اليوم مبنى الأمن القومي السوري بدمشق والذي وصفه ب"الاعتداء الإرهابي". وقال تلفزيون "العالم" الإيراني ان صالحي اتصل هاتفيا بنظيره السوري وليد المعلم ندد فيه "بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف مقر الأمن القومي السوري"مستنكرا "العمل الإرهابي الجبان الذي خلف عددا من القتلى والجرحي في صفوف المسؤولين السوريين". و أعلن التلفزيون السوري في وقت سابق مقتل وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه اصف شوكت وإصابة وزير الداخلية محمد إبراهيم الشعار ومسؤولين أمنيين آخرين في تفجير انتحاري إرهابي استهدف مبنى الأمن القومي بدمشق أثناء اجتماع لوزراء وقادة أمن سوريين. وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية اكدت اليوم أن التفجير الانتحاري "الإرهابي" الذي استهدف مبنى الأمن القومي لن ينقص من عزيمتها في التصدي للمجرمين وملاحقتهم. وتبنى "الجيش السوري الحر" المعارض تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق الذي ادى إلى مقتل وزير الدفاع داوود راجحة. وعلى خلفية الوضع المتأزم في سوريا حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم مجلس الأمن على التحرك لوقف العنف في سوريا وذلك بعد محادثاته مع القادة الصينيين في بكين قبل ساعات من تصويت على مشروع قرار جديد يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري. وقال بان كي مون في تصريح صحفي "لا يمكننا المضي على هذا النحو" مضيفا "لقد خسر الكثير من الناس حياتهم خلال هذه الفترة الطويلة". و تابع "آمل أن يتمكن أعضاء مجلس الأمن من إجراء مباحثات بشكل يأخذ بالاعتبار الوضع الملح والقيام بعمل جماعي يظهر وحدة الصف". و يصوت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار غربي يهدد النظام السوري بعقوبات اقتصادية في حال لم يتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة ضد المعارضة كما يمدد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا 45 يوما. و كانت الصين الدولة الدائمة العضوية في مجلس الأمن استخدمت مرتين مع روسيا حق النقض لوقف مشروعي قرار في مجلس الأمن ينددان بالنظام السوري.