خلفت نوايا استغلال الغاز الصخري في تونس ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والاقتصادية تراوحت بين الترحيب بمثل هذه المشاريع ورفضها فيما فضلت الجهات الرسمية التريث وإجراء الدراسات العلمية الدقيقة للإلمام بالجوانب الايجابية والسلبية لهذه الطاقة. ويعتبر الغاز الصخري غاز طبيعي يتولد جراء الحرارة والضغط داخل صخور تسمى "السجيل" ويبقى محبوسا داخل تجويفات تلك الصخور التي لا تسمح بنفاذه. ومن المعلوم أن تقنيات قد استحدثت قصد استغلال الغاز الصخري حيث أصبحت العديد من البلدان حتى المنتجة للنفط لا تستبعد كذلك القيام بتجارب تتعلق بإنتاج الغاز الصخري خاصة أمام الاحتراز المتزايد حول الطاقة النووية والكلفة المرتفعة للطاقات المتجددة في العالم حسب آراء الخبراء. وكانت أنباء قد تواردت حول اتفاق بين وزارة الصناعة التونسية وشركة "شل" قصد منح هته المؤسسة رخصة للقيام بأعمال استكشافية في منطقة "حوض القيروان" مما جعل الأوساط المهتمة بالبيئة تدق ناقوس الخطر إزاء الأخطار الجسيمة للغاز الصخري على المحيط والصحة العمومية. و لم يفوت رئيس الدولة محمد المنصف المروزقي الفرصة للتأكيد على أهمية القيام بدراسات معمقة لملف الغاز الصخري بغية إدراك منافع ومساوئ هذه الطاقة لاسيما انعكاساتها المباشرة على البيئة وصحة المواطنين مشددا في ذات الوقت على وجوب تحقيق الاستقلالية في قطاع الطاقة ووضع خطة واضحة المعالم في هذا المجال تحفظ سيادة البلاد. وسارع الوزير التونسي للصناعة محمد أمين شخاري إلى تكذيب الأخبار التي تتحدث عن اتفاقيات في مجال استكشاف الغاز الصخري معتبرا أن المسالة تتعلق فقط بتشكيل فريق من الخبراء لإرسالهم إلى كل من الولاياتالمتحدة وفرنسا بهدف الإطلاع على تجارب هذين البلدين في كيفية استخراج هذه الثروة وتقييم إيجابياتها وسلبياتها على البشر والطبيعة. وفي هذا المضمار قررت الجهات الحكومية تأجيل إحداث مشروع استخراج الغاز الصخري " إلى حين دراسة الأمر بعد المزايدات السياسية والحزبية التي أثيرت حول المشروع والرامية إلى إرباك الأداء الحكومي". ورغم ذلك فقد خرج ممثلو جمعيات تهتم بالبيئة للتعبير عن احتجاجهم على مثل هذه المشاريع وطالبوا المجلس التأسيسي بمساءلة وزير الصناعة ووزير البيئة وتشكيل لجنة مستقلة من الخبراء المستقلين لبحث ودراسة ملف الغاز الصخري والإسراع في سن إطار قانوني يحمي البيئة في تونس. وبدورها نبهت أحزاب سياسية تونسية إلى " خطورة" التقنيات المستعملة لاستخراج الغاز الصخري وتأثيرها على الصحة والمحيط والموارد المائية الجوفية مبينة أن عدة مشاريع مشابهة قد تم التخلي عنها في البلدان الأوربية.