سجل التعاون الجزائري البريطاني تقدما معتبرا في 2012 في كافة المجالات ليتعزز بطور إضافي مقارنة بالسنوات الفارطة. فبالإضافة إلى تنظيم لقاءات أعمال حول السوق الجزائرية و زيارات البعثات التجارية البريطانية التي تواصلت في 2011 تميزت سنة 2012 بعدة أحداث لا سيما حوار استراتيجي في إطار تبادل زيارات لمسؤولين رفيعي المستوى من البلدين. وفي هذا الصدد قام وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي و كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية بالخارج السيد بلقاسم ساحلي في شهر نوفمبر الفارط بزيارة الى العاصمة البريطانية. وسمحت المحادثات التي أجرياها مع نظرائهما البريطانيين باستعراض كافة مجالات التعاون و التوقيع على مذكرات سياسية و ثقافية هامة تعد "لبنات إضافية" في تعزيز العلاقات الثنائية في المستقبل. وقد أجرى السيد مدلسي محادثات مع نظيره ويليام هايغ كما تدخل خلال لقاء أعمال نظمه بنك "أش أس بي سي" حيث خاطب ممثلين لأكثر من 80 شركة بريطانية كبرى. و أبرز ممثلو البلدين أهمية هذه الزيارات التي تعكس إرادة الحكومتين في تعزيز العلاقات الثنائية أكثر فأكثر. و بفضل قدرتها الاقتصادية و استقرارها في المنطقة و مكانتها كسوق ناشئة في المتوسط عززت الجزائر مصداقيتها تجاه المملكة المتحدة التي عبرت عدة مرات عن إرادتها في تطوير الشراكة مع الجزائر. كما تميزت سنة 2012 بتنظيم عدة لقاءات حول الجزائر لا سيما اللقاء الذي تم تنظيمه على مستوى الغرفة العليا للبرلمان بحيث جمع حوالي مئة رجل أعمال و سمح بتعيين اللورد ريسبي ممثلا للوزير الأول دفيد كامرون مكلف بترقية الشراكة مع الجزائر. وفي شهر نوفمبر الفارط أعلن دافيد كامرون عن تعيين 8 ممثلين جدد للشراكة الاقتصادية مكلفون بالعمل على ترقية فرص الشراكة مع الدول "التي تتميز بديناميكية و طاقات كبيرة". ويعكس تواجد الجزائر بين هذه الدول الاهتمام الذي تثيره في إطار استراتيجية التنمية البريطانية الموجهة نحو الأسواق الناشئة. وفي إطار هذه الشراكة الجديدة وضعت الجزائر و بريطانيا خارطة طريق شملت الميادين الاقتصادية و التجارية و الثقافية و الصحية و التربوية. وقد أرادت بريطانيا أن تطور شراكة حقيقية مع الجزائر تتجاوز المبادلات التجارية التقليدية الثنائية إلى قطاعات جديدة كالسكن و الصحة و التربية. وتعتبر المبادلات الثرية بين الجزائر و بريطانيا سنة 2012 فأل خير بالنسبة للسنة المقبلة لإضفاء ديناميكية جديدة. كما تتوفر اليوم كل الشروط الاقتصادية لتطوير شراكة ذات بعد آخر في المستقبل في ظل إرادة سياسية قوية من حكومتي البلدين في تطوير التعاون بشكل أكبر.