الوشام" تراث عالمي يمثل في المجتمع الجزائري وظيفة اجتماعية خاصة من خلال الرسائل و الرموز و المشاعر و الأوضاع التي يحملها، حسب ما أعتبرت أمس الخميس بالجزائر لوسيات بروس صاحبة كتاب " الوشام جمال و هوية نسوية". و أوضحت خلال ندوة بالجزائر العاصمة أن الصليب و المثلثات و الثعابين والطيور و الذباب و المفاتيح و الدوائر و غيرها من الرسومات التي تشكل "الوشام" تعد رسومات جمالية "ترمز في نفس الوقت إلى جوانب خفية من الثقافة المادية الجزائرية". ومن بين الإشارات البارزة عند نساء الطوارق أو بسكرة و التي شكلت موضوع الكتاب حرف "م" الذي يطبع خصيصا على وجوه النساء المتزوجات و الذي يعبر على غرار كل الرسومات الأخرى عن جانب خفي و مبهم. و تعتبر هذه الإشارة التي لا تحمل بعد اسما و التي ترسم عادة أما على الذقن أو وسط الجبهة ذات صلة وطيدة بالجانب الخصوصي للمرأة و قد يكون ذا علاقة مع العقرب، حسبها. و أوضحت المحاضرة أنه سواء تعلق الأمر ببسكرة أو بتقرت يعبر الخطان الصغيران عند ركن العين عن الخير والشر والخير و العصيان و الخير و التناقض. و أردفت تقول "هناك رمز آخر يوحي إلى رسالة اجتماعية: البرنوس الذي يكون قد ظهر قبل اللباس الذي يحمل هذا الاسم في الجزائر. لقد كان على ما يبدو رمز الملكة تانيت "أم الحياة" و الخصوبة". كما أن الرسم الذي يحمل شكل المفتاح يرمز كذلك إلى الحياة في التقاليد الفرعونية مما يسمح -حسبها- باستخلاص أن هناك تشابها و روابط بين كل مناطق المغرب العربي و نوميديا سابقا. "أما الصليب الذي غالبا ما يرسم على أوجه النساء الموشمات فيوحي -حسبها-إلى أنهن "سعيدات و مستقرات" في بيوتهن لأنهن أنجبن طفلا. و أشارت نفس المتحدثة إلى أن "الصليب هو أساس العالم و كل الاتجاهات و هو مقرون في بعض التقاليد بالاله" معتبرة انه "ليس له أية علاقة بالدين مع ذلك". و ذكرت مؤلفة هدا الكتاب "الهادف إلى حماية تراث يحمل رمزية قوية من الضياع و النسيان" أن "الوشام يعتبر في كل تقاليد الألفية وسيلة للاتصال و التعبير عن الهوية و هو نوع من الكتابة يشفرها الخبراء". و سجلت الكاتبة أن "الوشام الذي غالبا ما يمارس في المناطق الريفية فقد من رواجه في الجزائر منذ الاستقلال في حين بات رائجا في مناطق أخرى من العالم و بأشكال أخرى". وتم انجاز كتاب "جمال و هوية نسوية الوشام" بمساهمة ايليان أوكر الذي عزز الكتاب برسومات ذات صلة بالموضوع. وشغلت لوسيات بروس المستقرة بالجزائر منذ سنة 1953 منصب أستاذة و مربية و مختصة في اللسانيات. ساهمت في إنشاء طريقة سمعية بصرية لتعليم "العربية الجزائرية". وساهمت خاصة مع مادلين آلان في التحيين الأخير للطريقة التي أنجزتها مجموعة من الراهبات لتعليم الامازيغية. و في جوان 2008 أصدرت ترجمة "الأمير الصغير" لسانت اكزوبيري "للعربية الجزائرية".