أكد الخبير في الشؤون الاستراتيجية و الأمنية أحمد ميزاب اليوم الأربعاء بالجزائر ان إفريقيا تعاني من "الانعكاسات السلبية للثورات العربية التي مست بعض الدول الواقعة شمال القارة كما تعاني من "مخططات التقسيم التي تدعمها الدول الغربية". و قال ميزاب خلال ندوة متبوعة بنقاش نظمتها يومية "دي-كا نيوز" أن إفريقيا "تعرف تحولات جيوسياسية منذ نهاية سنة 2010 على غرار تقسيم السودان الذي كانت له انعكاسات سلبية على القارة و كذا الثورات التي حدثت بتونس و ليبيا و مصر. و تطرق هذا الخبير مطولا خلال هذا اللقاء الذي نظم تحت شعار "التحولات السياسية في إفريقيا و التحديات الراهنة" إلى تقسيم السودان و الذي حركته حسبه البلدان الغربية و على رأسها الولاياتالمتحدة من أجل "استغلال ثروات هذا البلد". و أصبح جنوب السودان مستقلا عن شمال السودان في 9 جويلية 2011 في إطار اتفاق السلام الشامل الذي وضع حدا للحرب بين الشماليين و الجنوبيين (1983-2005). كما كان لتدخل حلف شمال الأطلسي سنة 2011 في ليبيا حسب نفس المتحدث انعكاسات على بلدان الساحل التي اصبحت "حقل الغام يهدد بالإنفجار". و اضاف ان إفريقيا عانت كذلك من الانقلابات التي حدثت خلال السنوات الثلاث الاخيرة بكل من مالي و غينيا بيساو و جمهورية إفريقيا الوسطى. و اعتبر ميزاب في هذا الصدد أن انسحاب القوات الفرنسية من مالي كما أعلنت عن ذلك باريس أمس الثلاثاء ليس سوى انسحابا "شكليا". ففرنسا تريد من خلال هذا التدخل الذي بدأ في 11 جانفي الفارط الاستثمار بأدنى الخسائر. و أضاف أن التوصل إلى سلام في إفريقيا مرهون بتبني البلدان الإفريقية لمسار مصالحة "إفريقية-إفريقية". و عن العلاقات بين آسيا و إفريقيا ذكر نفس المتحدث على سبيل المثال بإيران التي تريد كما قال دعم بعض البلدان الإفريقية التي لها "علاقات وطيدة" مع الولاياتالمتحدة مثل "كينيا و أوغندا" من أجل مساعدتها على تخفيف الأزمة مع الغرب بشأن برنامجها النووي. كما لإيران التي تخصع لعقوبات من البلدان الغربية بسبب ملفها النووي حسب ميزاب مصالح بالبلدان الإفريقية التي لها وزن في المنظمات الدولية.