دعا المشاركون في الملتقى الوطني حول "الحركة الوطنية والثورة التحريرية بالغرب الجزائري" الذي اختتمت أشغاله اليوم الخميس بجامعة أبوبكر بلقايد لتلمسان إلى الإسراع في عملية تسجيل شهادات مجاهدي الولاية الخامسة التاريخية مع حثهم على كتابة مذكراتهم ووضعها في متناول ذوي الإختصاص. وتم التأكيد على ضرورة تأسيس مدرسة جزائرية بأقلام شابة تعنى بكتابة التاريخ الوطني وإعادة قراءة الحقائق وفق المناهج العلمية الحديثة وكذا إنشاء موقع على شبكة الأنترنت للتواصل بين الباحثين. كما دعا المشاركون إلى استرجاع الأرشيف الوطني الموجود بالخارج وإعادة الاعتبار والعناية بالمواقع والمعالم الشاهدة على جرائم الاستعمار الفرنسي. هذا وقد جرى التركيز في اليوم الثاني والأخير من هذا اللقاء الذي انتظم في إطار الإحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال من طرف مخبر الدراسات الحضارية والفكرية وشعبة التاريخ على الوضع الإجتماعي والإقتصادي الذي كان سائدا بمناطق غرب البلاد في الحقبة الإستعمارية من انتشار للأمراض وتفشي البطالة والأمية والفقر. وقد نشط الأستاذان بخوت بودواية وهوارية بكاي محاضرة بعنوان "المنظومة الصحية بالولاية الخامسة" حيث أبرزا دور الطلبة الأطباء والممرضين الذي لبوا نداء جبهة التحرير الوطني في 19 ماي 1956 حيث أشرفوا على مختلف المراكز الصحية لعلاج المجاهدين والتكفل بالوضع الصحي للسكان خصوصا بالأرياف والمناطق المحرومة. كما تطرقت الأستاذة بوكرابيلة الزهراء من جامعة تلمسان إلى خط "موريس" الذي أقامته قوات المستعمر الفرنسي بالمناطق الحدودية الغربية بغرض عزل الثورة مؤكدة أن ذلك "زاد المجاهدين قوة وثباتا وشحذا لهممهم الابتكارية لمواجهة الحصار بشتى الوسائل". أما الأستاذ شقرون جيلالي من جامعة سيدي بلعباس فقد تعرض إلى مراكز الاستنطاق والمعتقلات للمستعمر بالولاية الخامسة التاريخية والوسائل الإجرامية الشنيعة التي استعملها لتعذيب المجاهدين. يذكر أن أشغال هذا الملتقى تمحورت حول عدة مواضيع منها "الأوضاع العامة في الغرب الجزائري قبل 1954" و"تيارات الحركة الوطنية بالغرب الجزائري ومظاهرها وتطورها" و"ظروف اندلاع الثورة التحريرية بالغرب الجزائري" و"تطور الثورة التحريرية بالغرب الجزائري".