أكد أمس المشاركون في الندوة العلمية حول الأطفال والانحراف المنظمة من طرف جامعة الجزائر بالتعاون مع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على أن ظاهرة جنوح الأحداث في المجتمعات العربية أخذت حجما كبيرا يستدعي الخروج من الإطار التنظيري الى الإطار العملي لحماية الطفولة من الانحراف الذي يهدد استفحاله أمن البلدان العربية. وتميز اليوم الختامي للندوة العلمية بعرض تجارب بعض الدول العربية في مكافحة ظاهرة جنوح الأحداث التي تعد مشكلة حضرية بالدرجة الأولى. وفيما يخص التجربة الموريتانية، أوضحت المفتشة عائشة بنت عثمان أن موريتانيا عملت على إنشاء فرق خاصة تسهر على حماية الأطفال من الجرائم والمخالفات التي يقومون بها فضلا عن انشاء مراكز لاستقبال وإيواء الأطفال المعرضين للجنوح، مضيفة أن شرطة الأحداث استطاعت أن تخلق ثقافة جديدة حول الطفل تخول حمايته من الأسرة والمجتمع. وعن تجربة المجتمع القطري، اتفق كلا من النقيب محمد آل شافي من إدارة شرطة الأحداث والأستاذ خاطر ابراهيم البوعينين من إدارة رعاية الأحداث أن الدولة القطرية اهتمت برعاية الأطفال على كافة المستويات السياسية والتشريعية والتنفيذية والأكاديمية البحثية وذلك بإنشاء مؤسسات خاصة لرعايتهم تتمثل في إدارة شرطة الأحداث، إدارة رعاية الأحداث، نيابة الأحداث ومحكمة الأحداث. ودعا العميد محمد سالم عبد السلام المساعد لشؤون التوعية والإعلام الأمني بمديرية الأمن العام ببن غازي (ليبيا)، إلى عدم النظر الى الطفل المنحرف بنظرة قاسية أو اعتباره مجرما يستحق العقاب لأنه ضحية ظروف اجتماعية أدت به الى سوء التكيف والانحراف. وكانت الندوة التي شهدت مشاركة عدة دكاترة مختصين في علم النفس من مختلف الدول العربية فرصة للدعوة لإيجاد استراتيجية عربية موحدة لمكافحة ظاهرة جنوح الأحداث ووضع اجراءات بديلة تسمح بخفض عدد القضايا التي تتم احالتها على المحاكم. ووضع الوفد المشارك جملة من التوصيات تتمثل في دعم وتشجيع الدراسات والبحوث في مجال انحراف الأحداث، ايجاد قاعدة عربية الكترونية لتبادل المعلومات حول المشكلة والخبرات في مجال الوقاية والمعالجة، توحيد الأنظمة والقوانين الخاصة بالأحداث في الوطن العربي وتأسيس جمعية عربية خيرية لمساعدة أبناء الأسر الفقيرة وأطفال الشوارع، وايجاد برامج فاعلة لتأهيل الأطفال المنحرفين. كما دعا المشاركون الى اعداد برامج تأهيلية لأسر الأطفال المنحرفين وتطبيق التعليم الإلزامي في كافة أقطار الوطن العربي للأطفال من سن 6 الى 18 سنة للقضاء على ظاهرة التسرب، وتمت دعوة المؤسسات الإعلامية الى وضع وثيقة اعلامية موحدة لتقديم برامج تربوية هادفة تناقش مختلف الظواهر الأمنية في الوطن العربي والاهتمام بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية، الى جانب دعوة جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الى انشاء جائزة لأفضل بحث علمي اجتماعي أمني يتناول الظواهر الأمنية المجتمعية في الوطن العربي.