وذلك لتصحيح الإحصائيات التي قدمها السيد "حسن مبارك"، طالب رئيس جامعة "نايف" للعلوم الأمنية والمقدرة ب440 الف سنويا، والتي أكد أنها ليست رسمية• ومن جهته، الأستاذ "طالب" أرجع هذه الاحصائيات المخيفة إلى فشل النظام التعليمي، أو على الأقل عدم تحقيقه لأهم الأهداف المرسومة له، فضلا عن كون السلطات المعنية لم تستطع بعد إيجاد الحلول المناسبة، خاصة في مجال الرعاية والتأهيل• وأرجع المشاركون السبب أيضا إلى وجود ثغرات في برنامج الإصلاحات الجديدة، التي جاء بها "بن بوزيد"، فيما يخص كثافة البرامج التعليمية، وعدم استجابتها للقدرات الفكرية للتلاميذ، أين وجدوا أنفسهم غير قادرين على استيعاب كل الدروس المقدمة• وفي ذات السياق، أكد ذات المتحدث أن لظاهرة التسرب المدرسي تأثير كبير في انحراف الأطفال، الذين لا يجدون أنفسهم في الشارع، فيتعلمون بيع السجائر ويستهلكون المخدرات والأقراص المهروسة، وهي ظواهر تفشت بكثرة في المجتمع الجزائري• وأضاف الأستاذ "طالب"، أن جنوح الأحداث شهد في العشرية أخيرة ارتفاعا مقلقا، مستدلا بتقديرات وزارة العدل الأخيرة، التي تفيد بأن عدد الجانحين الأحداث بلغ 14 ألفا بعد أن كان سنة 1990 لا يتجاوز 7000• ومن جهته، "الطاهر حجار" رئيس جامعة الجزائر، شدد على دور المؤسسة التربوية بمفهومها العام، والمدرسة على وجه الخصوص في مقدمة الهيئات، التي يتوجب عليها العمل على الحد من هذه الظاهرة، بالنظر إلى كونها الفضاء المستقبل للطفل أغلب ساعات اليوم، والعامل الأكثر تأثيرا في شخصيته بعد الأسرة• وفي سبيل معالجة هذه الظاهرة الخطيرة، دعا المتدخل إلى إنشاء مجلس وطني للوقاية من الجريمة والانحراف، مهمته إعداد وتقديم برامج وقائية محترفة في هذا المجال• وعلى صعيد آخر، أكد رئيس جامعة "نايف" الأمنية، أن هذه الندوة ترمي إلى الخروج بتوصيات تؤدي إلى صياغة رؤية علمية، تسهم بفعالية في حماية الطفولة والأحداث من الجنوح، مؤكدا في هذا الصدد، أن "70 بالمائة من توصيات الجامعة في مختلف المجالات قد رأت النور، وشرع في تطبيقها على مستوى البلدان العربية•