حذر الأستاذ حسن مبارك الطالب رئيس جامعة نايف للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية من خطورة تفاقم ظاهرة جنوح الأحداث، خاصة وأن الجزائر سجلت في السنوات الأخيرة ارتفاعا محسوسا في ذلك، الأمر الذي جعلها، يقول ذات المتحدث، تنتقل من ظاهرة اجتماعية الى مشكلة اجتماعية بالنظر لدرجة ومعدل تطورها، موضحا أن السلطات المعنية بهذا الأمر لم تستطع بعد إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة هذه المشاكل ولم تستطع التكفل بالأحداث الجانحين خاصة فيما يتعلق بالرعاية والتأهيل• ومن جهة أخرى نوه إلى وجود علاقة واضحة بين ارتفاع معدلات التسرب المدرسي ومعدل جنوح الأحداث وذلك حسب المعطيات الأخيرة المقدرة بأزيد من500 ألف متسرب مدرسي في العام، الأمر الذي سمح بظهور أنماط كثيرة للانحراف، ومنها مثلا تعاطي المخدرات التي لم تكن معروفة سابقا وسط هذه الشريحة من المجتمع• وعن تصنيف الأحداث الجانحين في الجزائر فإن البروفيسور العيادي وهو أستاذ في الطب الشرعي يؤكد في الدراسة التي قام بها أنها مقسمة إلى جانحين لهم اختلالات عقلية، وجانحين سيكوباتيين، وآخرين يعانون من اضطرابات انفعالية• وفي هذا الإطار أشار رئيس جامعة الجزائر السيد الطاهر حجار إلى أن المجتمعات العربية هي اليوم عرضة للكثير من الظواهر السلبية نتيجة تطورها وانفتاحها على العالم من خلال الغزو الثقافي والإعلامي الذي تعد الناشئة أول المتضررين منه، باعتبارها بيئة خصبة ومناسبة لتفشي الأمراض الاجتماعية بمختلف أنواعها• فمن وجهة نظر رئيس جامعة الجزائر فإن الانحرافات التي يتعرض لها الأطفال في العالم العربي متعددة الجذور ذات أبعاد معقدة، حيث تؤدي الى عدة آفات اجتماعية معرضة للتفاقم إذا لم تتدخل الجهات المعنية لاستدراك الوضع والتصدي لها بكل الوسائل• كما أنه اعتبر المؤسسة التربوية بمفهومها العام والمدرسة على وجه الخصوص في مقدمة الهيئات التي يتوجب عليها العمل للحد من هذه الظاهرة بالنظر إلى كونها الفضاء المستقبل للطفل أغلب ساعات اليوم والعامل الأكثر تأثيرا في شخصيته بعد الأسرة• وأوضح الدكتور الغامدي في تدخله أن للتفكك الأسري والتهميش والعوز المادي دور كبير في ذلك إضافة الى العوامل النفسية وضعف الضوابط الأسرية• وأجمع المشاركون في الندوة العلمية التي نظمتها جامعة الجزائر مع جامعة نايف للعلوم الأمنية إلى ضرورة إسناد برامج الوقاية من الجريمة والانحراف على اختلاف أنواعها إلى الذين تتوفر فيهم الشروط العلمية، كون أن الخبرة وحدها - كما يقولون - ليست كافية بل المطلوب أيضا تشكيل فريق من المختصين والخبراء لإعداد وتصميم وتنفيذ البرامج الوقائية•