سيعرف الموقعان الأثريان لكل من خميسة ومادور (ولاية سوق أهراس) "قبل نهاية العام 2013" عمليات ترمي إلى إعادة تأهيلهما حسبما علم يوم الأحد من رئيس مكتب التخطيط بمديرية الثقافة. وستشمل هذه العمليات إعادة تأهيل كل من ركح المسرح العتيق لموقع خميسة الأثري وغار الحوريات بذات الموقع فضلا عن إعداد دراسة لإعادة تأهيل قناة المياه القديمة لموقع مادور الأثري الذي يعود تاريخه إلى العهد الروماني. وأكد فتحي لعبابسة بأن عملية إعادة تأهيل مسرح خميسة الذي يتسع لأزيد من 3 آلاف متفرج ومدرج ذي ثلاث درجات كان مخصصا لطبقة النبلاء سيسمح باستقطاب عديد الزوار المولعين بالمعالم الأثرية واحتضان أكبر التظاهرات الثقافية واستقبال ألمع الوجوه الفنية على غرار ما يستقبله كل من مسرح جميلة (ولاية سطيف) وتيمقاد (ولاية باتنة). من جهته أوضح مدير فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثفافية نصر الدين عسول بأنه سيشرع "قريبا" في استغلال فضاءات موقع خميسة واستحداث أجنحة للترفيه والتسلية وأخرى لألعاب الأطفال وتنصيب خيم على شكل أكشاك لبيع المنتجات الحرفية والتقليدية التي تزخر بها سوق أهراس إلى جانب فتح كافيتريا بكل من موقعي خميسة ومادور. وأوضح ذات المسؤول بأنه سيتم كذلك تدعيم الموقع الأثري لمادور بمكتبة تضم حوالي 300 عنوان تتناول في مجملها تاريخ ومعالم منطقة سوق أهراس فضلا عن فتح قاعة للإنترنت بذات الموقع ستوجه لفائدة طلبة علم الآثار لجامعات كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة وقالمة الذين يزورون مادور في إطار سلسلة تربصاتهم بدار الباحثين فضلا عن السياح الأجانب. وقصد ضمان أمن وحماية المواقع الأثرية بالولاية تم توظيف 8 أعوان حراسة ليرتفع عددهم إلى 26 يتوزعون عبر مواقع كل من مادور وخميسة وتيفاش وتاورة لضمان مراقبة مستمرة ودورية لها. للإشارة فإن مدينة خميسة تتربع آثارها على 65 هكتارا وتشمل عديد المعالم الرومانية والبيزنطية منها الساحة القديمة المتواجدة بأعالي الهضبة والساحة الجديدة بأسفلها فضلا عن مسرح يتسع ل4 آلاف متفرج والمحكمة القضائية وبوابة تيفاش الضخمة والحمامات الكبرى ومعابد وقوس بفتحتين. ويبقى موقع مادور الأثري (40 كلم جنوبسوق أهراس) والمتواجد منذ فترة الملك "سيفاكس" يحتفظ بآثاره المتمثلة أساسا في حمامين ومعابد وثنية وثلاث كنائس وقبور كان يدفن فيها سكانها آخذا منها طابعا قدسيا مرموقا فضلا عن قلعة بازيليك وأصغر مسرح شيد بالعملة المتداولة في ذلك العهد. ولعل الطابع الذي تشترك فيه جل البيوت والغرف المبنية في مادور هي معاصر الزيتون وآلات من الحجم الكبير لطحن الحبوب في كل بيت منها ما يؤكد أن هذه المنطقة عرفت ازدهارا ونموا في زراعة الحبوب والزيتون. يذكر أن بعثة أثرية مشتركة جزائرية-إيطالية قامت مؤخرا بجرد 60 موقعا ومعلما أثريا "غير معروف" عبر مناطق كل من أولاد ادريس ومداوروش وتاورة والدريعة وأغلب هذه الاكتشافات عبارة عن ضيعات ريفية تضم إقامة سيد الضيعة ومعاصر للزيتون وأبراج مراقبة تعود للفترة البيزنطية.