قال المسؤول عن الموقعين الأثريين خميسة ومادور بسوق أهراس نصر الدين عسول أنّ مديرية المواقع الأثرية للولاية قد ضبطت برنامج عملها للعام 2012 المتضمن أساسا تنظيف واستغلال الموقعين الأثريين . ويرمي هذا البرنامج إلى تخصيص مساحة خضراء للعائلات بمسبح خميسة الروماني الذي هو على شكل قيثارة واستغلال مسرحها الروماني لاحتضان سهرات صيفية ورمضانية وذلك كل يوم خميس ابتداء من ماي المقبل للترويح عن العائلات السوقهراسية وإضفاء ديناميكية اقتصادية بالمنطقة يضيف المصدر. وأوضح مدير المواقع الأثرية بأنه سيتم مطلع العام المقبل كذلك تدعيم الموقع الأثري لمادور بمكتبة ستضم حوالي 300 عنوان تتناول في مجملها تاريخ ومعالم منطقة سوق أهراس فضلا عن فتح قاعة للإنترنت بذات الموقع ستوجه لفائدة طلبة علم الآثار لجامعات كل من الجزائر العاصمة وقسنطينة وقالمة الذين يزورون مادور في إطار سلسلة دوراتهم التكوينية و ذلك بدار الباحثين فضلا عن السياح الأجانب وفتح كافيتيريا بكل من موقعي خميسة ومادور. ولضمان أمن وحماية المواقع الأثرية بالولاية تم توظيف 8 من أعوان الحراسة ليرتفع عددهم إلى 26 وهو العدد الذي يتوزع عبر مواقع كل من مادور وخميسة وتيفاش وتاورة للقيام بمراقبة مستمرة ودورية لها. ومن شأن عملية التوظيف هذه أن تسهم في تخفيف البطالة بالولاية وأن تضمن في ذات الوقت حراسة وأمن كافيين للمواقع الأثرية بهذه الولاية الحدودية الواقعة بأقصى شرق البلاد كما أضاف ذات المصدر. للإشارة فإن مدينة خميسة تتربع آثارها على 65 هكتارا وتشمل عديد المعالم الرومانية والبيزنطية منها الساحة القديمة المتواجدة بأعالي الهضبة والساحة الجديدة بأسفلها فضلا عن مسرح يتسع ل4 آلاف متفرج والمحكمة القضائية وبوابة تيفاش الضخمة والحمامات الكبرى ومعابد وقوس بفتحتين. ويبقى موقع مادور الأثري 40 كلم جنوبسوق أهراس المتربع والمتواجد منذ فترة الملك سيفاكس يحتفظ بآثاره المتمثلة أساسا في حمامين ومعابد وثنية وثلاث كنائس وقبور كان يدفن فيها سكانها آخذا منها طابعا قدسيا مرموقا فضلا عن قلعة بازيلية وأصغر مسرح شيد بالعملة المتداولة في ذلك العهد. ولعل الطابع الذي تشترك فيه جل البيوت والغرف المبنية في مادور هي معاصر الزيتون وآلات من الحجم الكبير لطحن الحبوب في كل بيت منها ما يؤكد أن هذه المنطقة عرفت ازدهارا ونموا في مجال زراعة الحبوب والزيتون. يذكر أن بعثة أثرية مشتركة جزائرية-إيطالية قامت مؤخرا بجرد 60 موقعا ومعلما أثريا غير معروف عبر مناطق كل من أولاد ادريس ومداوروش وتاورة والدريعة وكانت أغلب هذه الاكتشافات عبارة عن ضيعات ريفية تضم إقامة سيد الضيعة ومعاصر للزيتون وأبراج مراقبة تعود للفترة البيزنطية.