أكد باحثون ومجاهدون يوم الخميس أن إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 شكل مرحلة "مفصلية" في مسار الحركة الوطنية ومكن من كشف زيف الاستعمار البغيض ودعايته المضللة. وفي هذا السياق, ذكر رئيس جامعة الجزائر (3) رابح شريط أن إضراب الطلبة كان "يوما فاصلا في مسار الحركة الوطنية" و ردا على "الأباطيل والأكاذيب والدعاية الضالة للاستعمار". وأضاف أن قرار الطلبة الجزائريين بترك مقاعد الدراسة والالتحاق بالكفاح المسلح إستجابة لنداء الواجب من أجل تحرير الجزائر, كان بمثابة "بداية النهاية" للاستعمار الفرنسي. وذكر أن دور الطلبة كان "منسجما" باعتبار أن غايتهم كانت واحدة وهي تحرير الجزائر من الاستعمار. بدوره ركز المجاهد عبد القادر نور المدير العام السابق للاذاعة الوطنية, الذي كان من الطلبة الأوائل الذين إلتحقوا بالثورة, أن الإضراب كان حدثا إعلاميا بارزا إبان ثورة التحرير مشيرا الى ان قيادة جبهة التحرير الوطني تفطنت الى دور الإعلام والاتصال في التعبئة وتوعية الرأي العام الوطني والدولي فقامت بإنشاء الإذاعة السرية ثم إذاعة الثورة بتاريخ 16 ديسمبر 1956 ثم تلاها تأسيس 16 إذاعة عبر الوطن العربي تمتد من بغداد إلى طنجة لعبت "دورا كبيرا" في التعريف بالقضية الجزائرية وأبعادها ومضامينها. وأوضح المتحدث أن 97 بالمائة ممن تولوا مهمة الإعلام في تلك الإذاعات أثبتوا "جدارتهم وتحملهم للمسؤولية الملقاة على عاتقهم رغم انهم لم يدرسوا بتاتا علوم الإعلام". كما ذكر المجاهد زهير أحدادن, أستاذ سابق بجامعة الجزائر وصاحب عدة كتب في الصحافة الجزائرية, بأنه كان يتردد على مقاعد الجامعة قبل انطلاق الشرارة الأولى للثورة سنة 1954 سوى 400 طالب جزائري مقابل 9 ملايين نسمة. أما من الجانب الفرنسي فكان عدد الطلبة آنذاك —مثلما قال— 5000 طالب مقابل مليون أوروبي. وأضاف أن اغلب الطلبة الجزائريين كانوا من "أبناء البشاغات والأعيان والتجار الكبار والنخبة التي كانت تتوسط بين الشعب الجزائري والسلطات الاستعمارية" مشيرا إلى أن هؤلاء كانوا "يفيضون بالروح الوطنية و الميل لنصرة القضية الجزائرية".