أثار قرار الرئيس المصري محمد مرسى قطع العلاقات كلية مع سوريا انتقادات حادة من طرف أحزاب المعارضة المصرية التي اعتبرت القرار في "غير محله" ودعت إلى حفاظ مصر على علاقاتها الدولية وأن تكون على مسافات متساوية من أطراف الصراع في سوريا. وقالت قيادات في جبهة الإنقاذ المصرية التي دعت لمظاهرات يوم 30 جوان ل"سحب الثقة" من الرئيس مرسي المنتمي لجماعة الإخوان أنه قبل سوريا كان من الأولى لمصر "قطع العلاقات مع إسرائيل" كما كانت تطالب جماعة الإخوان المسلمين قبل وصولها لسدة الحكم " حسب تعبير رئيس حزب التجمع القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني سيد عبد العال. ووجهت المعارضة انتقادات حادة لفترة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر والتي قاربت العام. وقال الأمين العام لجبهة الإنقاذ وحيد عبد المجيد أن المهرجان الخطابي الذي نظمته الحركة الإسلامية المصرية بالقاهرة أمس تحت شعار "نصرة سوريا " يعد "خلطا للأوراق ومحاولة للتغطية على الفشل الداخلي التي تمر به الحالة الداخلية في مصر". وفي نفس السياق قال أحمد فوزي الأمين العام للحزب المصري الديمقراطي ان الموقف المصري الجديد " ر سالة واضحة " للأمريكيين أن النظام "يمشي على نفس مسارهم تجاه القضية السورية " لافتا إلى أن هذا الموقف " يزايد" على نزيف الدم في سوريا ويؤجج المعركة الطائفية هناك مؤكدا "ان مصر كدولة كبيرة كان الأحرى بها ان تقف على مسافات متساوية من أطراف الصراع في سوريا". ويتضمن قرار الرئيس المصري تجاه سوريا إضافة إلى قطع العلاقات وإغلاق سفارتي البلدين في القاهرة ودمشق المطالبة من مجلس الأمن بحظر الطيران في سوريا والشروع في اتصالات ومشاورات مع كل الدول العربية والإسلامية لعقد "مؤتمر قمة طارئ" تحت شعار "نصرة الشعب السوري" لبحث تقديم كل أنواع الدعم للمعارضة السورية. وقال الإعلامي المصري حمدي قنديل إن الرئيس مرسي يهدف بقراراته هذه إلى" تسليم سوريا للجهاديين ليسترضي جهاديي مصر" . واضاف في تصريحات نقلتها الصحافة المحلية اليوم ان "أمريكا أعلنت الجهاد ضد سوريا على أن يتصدر الهجمة حكام المسلمين". ويربط محللون الموقف المصري الجديد مع إصدار قيادات دولية لجماعة الإخوان المسلمين خلال اجتماع لها بالقاهرة أول أمس فتاوي "الجهاد في سوريا " وهجوما على "الشيعة" واعتبار ما يجري في هذا البلد "حرب طائفية ضد السنة تقودها إيران وحزب الله اللبناني المدعمين للنظام في سوريا". وتتزامن تطورات الموقف هذا مع قرار واشنطن دعم المعارضة السورية بالسلاح والإعلان عن اجتماع مرتقب في سطنبول يجمع المعارضة السورية مع ممثلين لدول غربية وعربية لتقييم احتياجاتها من السلاح.