ما زالت مصر تهتز على إيقاع التطاحن بين المعارضين والقوى المناصرة للرئيس محمد مرسي، فقد أضفى الرئيس مزيدا من التشدد على موقفه تجاه المعارضة بينما يتواصل مسلسل الاتهامات المتبادلة والتقاذف بين الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ الوطني. أما القضاة فبدأوا البت في شرعية جماعة الإخوان غداة نزع الاستئناف الشرعية عن قرار إقالة النائب العام، إذ هي أزمة قد تطول بين الرئيس والمؤسسة القضائية. ودوليا، اتهمت واشنطن السلطات المصرية بخنق حرية التعبير إثر استجواب باسم يوسف، الإعلامي المصري الساخر بخصوص تهم بينها إهانة الرئيس محمد مرسي وازدراء الإسلام، وصرّحت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين، قائلة إن ”لدينا بواعث قلق من خنق حرية التعبير في مصر”، مشيرة الى قرار ضبط وإحضار يوسف ثم الإفراج عنه بكفالة 15 ألف جنيه، الأحد، وقالت للصحفيين إن ”هذه القضية إلى جانب أوامر اعتقال صدرت في الآونة الأخيرة بحق نشطاء سياسيين آخرين دليل على اتجاه مقلق يشهد تزايدا في القيود على حرية التعبير”. وأضافت نولاند أن ”الحكومة المصرية تحقق فيما يبدو في هذه القضايا، بينما تتباطأ أو لا تتحرك بشكل ملائم في التحقيق في الهجوم على المتظاهرين أمام قصر الرئاسة (في ديسمبر الماضي) وفي حالات أخرى من العنف المفرط من جانب قوات الأمن”. وشدّدت قائلة: ”لا يبدو أن هناك تطبيقا متساويا للعدالة هنا”، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستواصل الضغط من أجل احترام حقوق الإنسان في مصر. القاهرة تنفي تسليم سفارة سوريا إلى الائتلاف من جهة أخرى، نفت الرئاسة المصرية صدور قرار من الرئيس محمد مرسي بتسليم مقر سفارة سورية في القاهرة إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض. وأكد السفير إيهاب فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدم صدور قرار رسمي بتسليم مقر السفارة السورية في القاهرة إلى الائتلاف الوطني السوري، واصفا ما تردد في هذا الشأن بأنه عار تماما عن الصحة. وأضاف المتحدث أن مصر لم تتطرق حتى الآن إلى بحث إمكانية تسليم المقر للائتلاف الوطني السوري، والذي يتخذ من القاهرة مقرا له. وفي موضوع آخر، أكد فهمي عدم صدور قرار بعودة السفير المصري لدى إسرائيل عاطف سيد الأهل إلى عمله مرة أخرى بعد قرار الرئاسة استدعاء السفير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب عملية ”عمود السحاب” العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وأشار فهمي إلى وجود مشاورات حول المقر الجديد للسفارة الإسرائيلية في القاهرة.