هزت سلسلة من الإنفجارات اليوم الأحد العاصمة بغداد وعدد من المحافظات أسفرت عن مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات من المدنيين في حصيلة أولية في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة العراقية مساعيها لاحتواء أعمال العنف من خلال فتح قنوات الحوار وتشديد الإجراءات الأمنية. وذكرت مصادر أمنية عراقية أن 11 انفجارا ضرب اليوم العاصمة بغداد ومحافظات واسط بابل و الناصرية و البصرة والنجف الأشرف مما أسفرعن سقوط العشرات من القتلى والجرحى مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف هرعت إلى أماكن التفجيرات لنقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج وجثث القتلى إلى دوائر الطب الشرعي . وحسب مصادر أمنية فقد انفجرت سيارتان مفخختان في مدينتي الكوت والعزيزية الواقعتين في محافظة واسط جنوب بغداد فيما انفجرت أربع سيارات في محافظتي ذي قار والبصرة كلاهما جنوب البلاد حيث غالبية السكان من الشيعة. إضافة إلى انفجار سيارة مفخخة في منطقة المحمودية المختلطة جنوب بغداد. وقال المصدر في تصريح لوسائل الإعلام أن "سيارة مفخخة انفجرت أمام مطعم شعبي في الحي الصناعي في شمال مدينة الكوت (170 كلم جنوب شرق بغداد) ما أسفر عن سبعة قتلى و 15 جريحا". وأضاف أن "سيارة مفخخة أخرى انفجرت أمام حسينية في سوق مزدحم في قضاء العزيزية أسفر عن مقتل خمسة أشخاص واصابة عشرة آخرين" وأكدت مصادر طبية حصيلة الضحايا. أما في البصرة (450 كلم جنوب بغداد) قتل خمسة أشخاص بينهم خبير متفجرات برتبة عقيد في الشرطة بانفجار سيارتين مفخختين وسط المدينة حسبما أفاد رئيس اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة علي غانم المالكي. وأكد مصدر طبي في مستشفى الحسين تلقي خمسة قتلى ومعالجة تسعة آخرين أصيبوا جراء الانفجاريين. وأوضح مصدر امني ان "الخبير كان يحاول تفكيك السيارة المفخخة الثانية بعد العثور عليها لكنها انفجرت عليه". وفي الناصرية (305 كلم جنوب بغداد) انفجرت سيارتان مفخختان إحداهما في شارع الحبوبي أعرق شوارع المدينة أسفرا عن مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين بجروح وفقا لمصدر طبي في دائرة صحة المحافظة. كما شهدت المحمودية (30 كلم جنوب بغداد) مقتل شخص وأصيب خمسة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة على الطريق العام قرب قضاء المحمودية حسبما أفادت مصادر أمنية وطبية. وكان البلد قد عرف يوم الاثنين الماضي موجة عنف شديدة تسببت في مقتل 73 شخص وإصابة 250 آخرين. مساع حكومية لاحتواء العنف من خلال تشديد الإجراءات الأمنية في المناطق الحيوية وفتح قنوات الحوار وأمام تصاعد أعمال العنف تسعى الحكومة العراقية إلى تعزيز من الإجراءات الأمنية سيما في المناطق الحيوية لتأمينها والخروج بأقل الأضرار. وفي هذا السياق اتخذت أجهزتها الأمنية اليوم إجراءات مشددة داخل المنطقة الخضراء التي تضم عددا من المقار الحكومية ودخلت في حالة إستنفار قصوى وبشكل مفاجئ. وأوضح مصدر امني من داخل المنطقة الخضراء "أن أوامر عليا صدرت لاتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر مشيرا إلى انه قد تم اتخاذ التدابير الأمنية حيث أن هناك انتشارا كثيفا للقوات الأمنية داخل المنطقة الخضراء". وأضاف انه تم نصب سيطرات إضافية تقوم بتفتيش كافة المركبات والأفراد داخل المنطقة. ولإحتواء الغضب الجماهيري في الشارع واصلت الحكومة العراقية دعواتها لفتح قنوات الحوار كما أكدت مؤخرا أنها استطاعت تحقيق الكثير من المطالب التي رفعها المتظاهرون في عدد من المحافظات. وأكد في هذا الاطار رئيس الوزراء العراقي في إطار الزيارة التي قام بها لمنطقة الانبار التي تشهد بدورها حركات احتجاجية مستمرة ان حكومته عاكفة على تحقيق مطالب المتظاهرين المشروعة مؤكدا انها حققت الكثير في هذا الشأن. وكانت الحكومة العراقية قد اقرت تعديلا الغت بموجبه قانون المساءلة والعدالة والمخبر السري وهما من ابرز مطالب المتظاهرين ومازال هذا التعديل بحاجة إلى مصادقة من البرلمان العراقي.